غايتنا مهدوية

تبقى شهرين فقط لعيد الله الاكبر عيد الغدير الاغر🥹♥️ ثبتنا الله واياكم على ولاية امير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين مولى الموحدين علي ابن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام

قال الصادق(عليه السلام): لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلّا غادياً في حالين: إمّا عالماً أو متعلّماً، فإن لم يفعل فرّط، فإن فرّط ضيّع، فإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمّداً(صلى الله عليه وآله) بالحقّ. المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي / المصدر من بحار الأنوار: ج١ ، ص١٧٠

#لحظات_عشق | عبد الرزاق الحجامي #الجزء 28 لا زلت في بحر النعم -5- لم يجبني، وأخذ المبلغ من الحاوية ثم مسك بيدي وقال: اتبعني. تبعته وما كان لي خيار غير ذلك، إذ جاء معه شخص مقنّع آخر وقد مسكا بيدي، وأغلقا عيني بقطعة قماش، فلم أعد أرى حتى ظلام اللیل. لم أفقد الأمل في تلك اللحظات، وقلتُ في نفسي لعلهم يوفون بوعدهم ويعطوني هدى وينتهي كل شيء، ألم يأخذوا المبلغ الذي طلبوه؟ کانت هذه الأفكار تراودني خلال مسیري معھم وتجعلني بين الیاس والأمل. ركبنا سيارة وسارت بنا مسافة حتى وصلنا إلى المكان الذي كانوا يقصدوه، حينها قادوني من غرفة إلى أخرى، وكنت أشعر بذلك من خلال فتح الباب وغلقه لكل غرفة، وكذلك من خلال الحديث فيما بينهم والذي كنت أسمعه صوت بلا صورة. كان آخر المطاف أن ألقوا بي مقيّد اليدين في غرفة تبدو صغيرة، ولم يرفعوا الغطاء عن عينيّ فناديتُ حين سمعتُ صوت الباب وقد اغلقه : - إذن أين ابنني؟ ألم أعطکم المبلغ كله؟ لا أقَل ارفعوا الغطاء عن وجهي. اجابني أحدهم من بعید: - آه، نسيتُ قطعة القماش التي على عينيك، ولكن لا يهم ذلك، سوف يأتيك شخص غيري، وهذا الشخص قَتْلك عنده أهون من قتل ذبابة او بعوضة، حینها لا تحتاج إلی رفع قطعة القماش بعدها! قال هذا وعلا صوت ضحكاته وذهب. أما أنا فتيقنتُ أن موتي قريب، وأن انتقالي إلى عالم ما بعد الموت ليس ببعيد، إن فرصتي في هذه الحياة الدنيا على وشك الخلاص ... الويل لي. في هذه اللحظات الأخيرة من حياتي، ماذا بوسعي فِعله وأنا لم أعرف ربي حتى الآن من هوا كنتُ أريد أن أكون محبّاً وعاشقاً له، ويكون حالي كحال العاشقين الذين قرأتُ عنهم، حينها سوف لا يعلبني ربي لأن المحبوب لا يعذب بالنار من يحبه، ولكن أنى لي ذلك وأنا لازلتُ في أول الطريق. الويل لي خسرتُ ورب الكعبة، خسرتُ ابنتي وزوجتي وآخرتي. ليت الأستاذ عقيل معي فينقذني مما أنا فيه، أو لا أقل يرشدني إلى ما يمكنني فعله في الساعات الأخيرة من عمري. الويل لك يا أحمد، قد أفنيتَ عمرك في الجهل والغفلة حتى حان وقت الرحيل. أحسستُ بوجود شخص ما في الغرفة، فتوجهتُ نحو أحد جدرانها ولكني اصطدمتُ به ولم أجد شيئاً. ناديتُ بصوت عال: - هل هناك أحد يسمعني؟ هل أنت في الغرفة أم خارجها؟ ألا تفتح القيود عن يدي، ألا ترفع الغطاء عن عيني؟ أحسستُ باقتراب الشخص مني حتى بدأت انفاسه تخالط أنفاسي. لم ينطق بشىء، وبدأ يفتح قيود يدي ثم قطعة القماش من أمام عيني لألقي أول نظرة عليه. عرفته رغم ظلام الليل الدامس، نعم، عرفته، وكيف لي أن لا أعرفه. هل أنا أعيش في عالم الحقيقة أم الوهم والخيال؟ عانفني وقد جرت الدموع من عيني لفرحة لقاءه، وأحسستُ بطمأنينة حين رؤيته، إذ كان شوقي إليه عظيماً وكأني فارقته منذ سنين وسنين، لا ساعات عدة! عانقني مرة أخرى وقال أول كلمة له بعد الفراق واللقاء: - الحمد لله على سلامتك يا أحمد. - وأنا أحمد الله علی سلامتك یا أستاذ. نعم، كان الأستاذ عقيل الذي تمنيتُ منذ لحظات أن يكون معي، والذي كان لقائه بالنسبة لي لا يعوّض بأثمان، ولا يُعادّل بأوزان ولو كان ملأ الأرض ذهباً، فما قيمة ذلك كله وأنا في الساعات الأخيرة من عمري .. دار الحديث بيننا، وسألته وسألني عمّا حدث، ثم أخبرته بأني تركتُ زوجتي في البيت تقاوم المرض وحدها وما من معين لها غير الله، ثم سألته: - هل سمعتَ ما قاله مأمور المجرمين الذي أتى بي إلى هذه الغرفة؟ - نعم سمعتُ مقالته، ولكن أعلم أن الأمر ليس بيده، بل الأمر كله له. - وهل تظن أنهم سوف يقتلوننا؟ أجابني بكل هدوء، ولم يكن يبدو عليه ملامح الخوف أو الاضطراب، ولا التضجر مما وصل إليه أمره: ۔ قد یکون ذلك وقد لا یکون، ولا تجري الأمور إلا بما شاء الله ان تگون. - ولكني تركتُ زوجتي وحدها دون مال ولا طعام، وأنت تعلم أن كل أموالي وأموالها قد سُلّمت إلى هؤلاء المجرمين، فمن يرزقها ويطعمها وهي مريضة في قراشها؟ #غايتنا_مهدوية