مُرُوا أولادَكم بالصَّلاةِ وهم أبناءُ سَبعِ سِنينَ، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عَشرٍ، وفَرِّقوا بينهم

ابني بدو يشرب مي لأنّه مو شايف حكمة من العطش ! لو عم نصوم مشان نحس بالفقراء طيب بيكفي إنّه ما ناكل ، طيب ليش حتى ما نشرب ؟! بعدين الفقراء كمان بيصوموا .. طيب عم يصوموا مشان يحسوا بمين ؟! الحقيقة الحق معو فكرة أنّ الصيام مكتوب كي نشعر بالفقراء فكرة خاطئة لا يوجد في القرآن آية تقول أنّنا نصوم لنشعر بالفقراء هذه الفكرة تجعل كثير من الناس فاهمين أنّ الصوم هو مجرد تكدير و تعكير مزاج . قليل من الجوع والعطش ووجع الرأس .. من الممكن أن نشعر بالفقراء بطريقة أخرى . وهذه هي الكارثة ، لأنّنا نضيّع الهدف الوحيد من الصيام . وعندما يضيع منك الهدف ستتعب أكثر لأنّك لا تعرف حكمته . علّموا أولادكم أنّ الصيام مفروض علينا لكي نتعلّم كيف نتحكم بشهواتنا .. علّموهم أنّ الصيام مفروض علينا لكي ندرّب أنفسنا على الصعب .. علّموهم أنّ الصيام يمنعنا من شهوات حلال حتّى يصبح ترك الغلط والمعاصي والحرام سهل .. علّموهم أنّ الصيام الّذي يمنعك من الحلال وأنت تقول سمعاً وطاعة هو قمّة الخضوع والاستسلام للّه عزّ وجلّ .. علّموهم أنّ التسليم المطلق للّه تعالى من غير لِمَ ولماذا ، هو السبب الّذي خُلقنا له . علّموهم من الآن لأنّ الموضوع سيصبح صعب إذا كبروا ولم يتعلّموا ..

التنغم حاجة لدى الإنسان لايمكن إنكارها، وسد هذه الحاجة عن طريق الغناء والطرب يوصل الإنسان لأحد أمرين : إما الفرح الشديد وكأن المستمع سكران ! أو الحزن الشديد وكأن المستمع غائب ! أما سماع القرآن فصاحبه منشرح الصدر ، لايمكن التعبير عن أثر سماع القرآن بكلمة غير كلمة (الانشراح) ! لكن لحصول هذا الانشراح لابد من سماعه باستمرار ؛ لأن هذا الأمر تدخل فيه العادة ،وتتكون مع الذاكرة ، و هذا يحتم علينا إسماع صغارنا القرآن في البيوت؛ فلا نتركهم هملا في الصغر؛ ثم نقفز قفزا ونطلب منهم حب سماعه في الكبر ! وفهم هذا جيدا يجعلنا نعي أيضا خطورة إشغال هذه الحاجة ب(الإنشاد ) ؛ لأن الإنشاد فيه تنغم ، وإن وصل لحد الإدمان فسيسد حاجة الإنسان من هذه الناحية؛ فيستغني به عن القرآن ، بل قد يصل لحد أن لايستطيع سماع القرآن . وهذا خطر يغفل عنه أهل الاستقامة؛ فضلا عن غيرهم . كتاب الله يشرح الصدور، ويغنيك عن الغناء والإنشاد، و لهذا يجب أن يحصل السماع وليس فقط القراءة .