📚إغضـاء..

أصحاب المشاريع والوقت؟!

يقول جبران خليل جبران : ويلٌ لأمةٍ لا ترفعُ صوتَها إلا إذا سارت وراء النعش ، ولا تفاخرُ إلا إذا وقفت في المقبرة ، ولا تتمرّدُ إلا وعنقها بين السيف والنَّطع . ويقول أيضًا : ويلٌ لأمةٍ تكرهُ الضيمَ في منامها ، وتخنع له في يقظتها. [ مجلة الزهراء : ٤ / ٤٠١ ]

[ شرف العمر ] يقول أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله: لقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة: • فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! • ومنهم من يخلو بلعب الشِّطْرَنْج! • ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرُّخْص ... إلى غير ذلك. ☜ فعلمت أن الله تعالى لم يُطْلِع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك. ﴿وَما يُلَقّاها إِلّا ذو حَظٍّ عَظيمٍ﴾ [فصلت: ٣٥]. 📚 صيد الخاطر (٣٨٥-٣٨٦)

‏"عندما يدرك الناس أن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة يصبح كل فرد غير قادر على التضحية من أجل الوطن وينصرف ليبحث عن مصلحته الخاصة" ‏- عبدالوهاب المسيري

﴿ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ السَّيِّئَةَ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَصِفونَ﴾ [المؤمنون: ٩٦] التَّخَلُّقُ بهذه الآية هو: أَنَّ المؤمن الكامل ينبغي له أن يُفَوِّضَ أمر المعتدين عليه إلى اللَّهِ، فهو يَتَوَلَّى الانتصار لمن تَوَكَّلَ عليه، وَأَنَّهُ إن قابل السَّيِّئَةَ بالحسنة، كان انتصار اللَّهِ أشْفَى لصدرِه وَأَرْسَخَ في نصره. [ التحرير والتنوير لابن عاشور (١٢٠/١٨) ]

••| ما أطيب السير حافي القدم تحت المطر، تستنشق التراب المبلل بالماء، وتراقب السماء وحبات المطر، وتكون صديقًا للكل وحيدًا في نفسك، غائبًا حاضرًا، لا تعرف الكره إلا ما وجب، وتجيد الرحيل والصمت، جبلة الإعذار والإغضاء.

إنّي ذكرتك فاخضرت بساتيني

قصة .. يقال أنه كان هناك رجل غني، ذو وفرة في الجسم والمال، وحب للعلو على الأقران، فاشترى حظيرة وأعد فيها مرمى لسباق الخيل، واعتنى بخيله أيمّا إعتناء، إلا أن من الخيل امتنع عن الترويض، ورفض الطعام، وفي كل سباق له يتعمد تحطيم السياج لفض السابق، فعمد الرجل على طرد الخيل وحبس بعضها، فإن سوطه لم يأدبها، ولم يسوقها لحلمه، بأن يكون الفائز بلقب الفارس المغوار الذي لا يهزم، فعمد لشراء الغنم وجعلها حكاية ودويًا له بالتنظيم خلفه، فترص صفوف التبعية بصورة فذة، إلا أنه مؤخرًا بحركته البهلوانية، وبقسوة عصاه، لجذب الأنظار أثار غضب بعض الأغنام، ، فشذ الكثير منها بعد الشبع، وخسر جولة المراهنة الثانية، فعمد على تسيج البقية بالكلاب، حتى ترضخ للرعاة، رغم أنفها ورغم سكرة الشبع، أو عقاب الجوع، فوصل لهدفه المرجو وسار الغنم في خط مستقيم خلف ظهره، يتشوف للعشب، ويخاف المنع، حتى تآمر بعض الغنم على إنهاء سياج الاستبداد، وفض هذه المهزلة، فأعد الحيلة، لسقوط الكلاب في فخ الرعاة، الذي كان يعذب فيها الغنم للترويض، وتمكن من الفرار من حظيرته، تاركًا أكوامًا من العشب خلف ظهره، فما مقدار النفع فيها؟ إن كان لا يجده إلا إذا أمر سيده، فيحرم منه وهو في أشد حاجته، ويبذل له تحت سلطان القهر والجبر، فازداد استغراب هذا الرجل وغضبه وحنقه، فكلما بدأ بخطة ليعلو فيها كعبه بين الحظائر باءت بالفشل، فأوصاه القريب منه، باستنساخ بعض الخنازير في حظيرته، فهي أكثر طاعة، وأقل كلفة فتأكل الديدان، وتعيش في الوحل ولا تتذمر، وقد يكتسب الغنم بعض صفاتها مما يؤهلها للاستجابة العمياء، فلا ترفض لك أمرًا ولا تحيد عن أهدافك، وتصل لغايتك المرجوة وتحقق حلمك وتعكف في برجك شامخًا، وبالفعل نجحت الخطة، وأمسى ثناء الحظائر باستنساخ أخلاق الخنازير ووأد القيم وتحطيم المبادئ .. .