cookie

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك. بالنقر على "قبول الكل"، أنت توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط.

avatar

زاد الخطباء

خطب دينية ومواعظ مؤثرة وقصص هادفة.

إظهار المزيد
لم يتم تحديد البلدلم يتم تحديد اللغةالفئة غير محددة
مشاركات الإعلانات
529
المشتركون
لا توجد بيانات24 ساعات
لا توجد بيانات7 أيام
لا توجد بيانات30 أيام

جاري تحميل البيانات...

معدل نمو المشترك

جاري تحميل البيانات...

١-ميلاد رسول وحياة أمه ٢-فلا تسودوا وجهي (قالها رسول الله) ٣-التربيه بالعقوبه وضوابطها
إظهار الكل...
وأما مصير الأمم والدول والمجتمعات التي لم ترتدع بالموعظة ولا النصيحة ولا بالقدوة ولا بالاعتبار بمن مضي فقد وضح القرآن أن عقابهم كان من جنس عملهم، ولله مع خلقهِ أيامٌ وسُنن، فأين ثمود وعاد؟! وأين الفراعِنةُ الشِّدادُ؟! أين من قدُّوا الأرضَ ونحَتوا الجبال، وحازوا أسباب القوة واحتاطوا للنوائِب؟! لما نسُوا اللهَ أوقعَ بهم بأسَه، فصاروا بعد الوجودِ أثرًا، وأصبحوا للتاريخ قصصًا وعِبرًا: (فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون) [العنكبوت:40]. وأما التربية بالعقوبة بكل وسائلها في السنة النبوية كالحِرْمان منَ التشجيع واللوم والتوبيخ والهجر والمقاطعة والتشهير والعقاب البدني فقد كانت حاضرة في تربية المجتمع ، حيث يعمد المربِّي إلى حرمان مَن يعاقبه مما كان قد عوَّده من تشجيع، أو مدح، أو ثناء، وما شابه ذلك، وقد استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسلوب التوبيخ حيث دعت الحاجة إلى ذلك؛ حيث يُروى عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنه عَيَّر رجلاً بسواد أمِّه، فوبَّخه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: (إنك امرُؤٌ فيك جاهلية) (البخاري) ولجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا أسلوب الهجر والمقاطعة في عقابه للثلاثة الذين خُلِّفوا في غزوة تبوك؛ حيث أَمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحابته ألاَّ يكلِّموهم، فجرت المقاطعة بين المسلمين وبين هؤلاء الثلاثة؛ حتى ضاقت عليهم أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ قال تعالى: ( لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [التوبة: 117 - 118]، أما العقاب البَدَني لمعالجة الأخطاء والتقصير في الواجبات والمهمات؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) (ابو داوود وأحمد). أيها المسلمون: إن للتربية بإسلوب العقوبة ضوابط يجب الإنتباه لها، من ذلك أن تتناسب العقوبة مع الخطأ الذي وقع دون تجاوز ذلك وتعد ففي ذلك ظلم وجناية على هذا الطفل، ومنها ولا بدَّ - أيضًا - أن تكونَ أداة الضرب أداة مناسبة لسنِّ الصغير؛ فلا يضرب بأداة تؤلِمه إيلامًا شديدًا، أو تُحدث له كسورًا، أو جروحًا، أو عاهاتٍ؛ لأن الغرضَ - أولاً وأخيرًا - من هذا الضرْب هو التأديب، وليس التشفِّي والانتقام، ويجتنب المربِّي عند الضرب الوجْه والرأس بما حوى، والمناطق الحسَّاسة من الجسم؛ لأن الضرب في هذه المواضع قد يؤدِّي إلى حدوث عاهات للصغير، وقد نَبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك بقوله: (إذا ضرب أحدكم فليتَّقِ الوجه) (البخاري). كذلك الهجر والحرمان والتوبيخ يجب أن يتناسب كذلك عمر الطفل وسنه ومع الخطأ الذي ارتكبه وإلا تحول الأمر إلى ارهاب وتعسف وقهر وظلم وتجاوز للمعقول، يقول ابن خلدون في المقدمة " من كان مرباه بالعسف والقهر سطا به الظلم وحمل على الكذب والخبث خوفا من أبساط الأيدي عليه بالقهر وعلمه المكر والخديعة وفسدت فيه معاني الحمية والمدافعة عن نفسه ومنزله وصار عيالا على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل) انتهي. فإياكم والإفراط في عقوبة أبنائكم فإن ذلك حتما سوف يؤثر على نفسياتهم وعلاقاتهم ودراستهم سلباً ، فلا تعتدوا ، قال تعالى: (لَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ]البقرة:190[ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. الخطبة الثانية: الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرًا أما بعد: عباد الله: إن للتربية بالعقوبة بضوابطها أثر في تربية النفوس وتهذيبها، فتجنب الأخطاء وعدم تكرارها وإدراك خطرها والا ستجابة السريعة والانضباط ومراجعة النفس وتذكيرها قبل القيام بها أو ارتكابها نتيجة حتمية لأثر التربية بالعقوبة
إظهار الكل...
خطبة جمعة: أساليب تربوية ( 8 ) التربية بالعقوبة وضوابطها.. !! الخطبة الأولى: إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ،فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب70-71]: أيها المؤمنون: إن تربية الأولاد والعناية بهم وحسن رعايتهم من واجبات الوالدين والمربين، ولابد لنجاح هذه التربية من استخدام الأساليب التربوية المختلفة في وقت الحاجة والضرورة والحال، وإن من أساليب التربية، التربية بالعقوبة بمفهومه الصحيح وشروطها السليمة، فحين لا ينفع النصح ولا الوعظ ولم تؤتي القدوة ثمارها ولم يزدجر بالتنبيه والتذكير والتحذير وتكرر الأمر فعند ذلك يستخدم أسلوب التربية بالعقوبة ويقصد به زجر الطفل وتأنيبه وحرمانه من بعض الإمتيازات وربما الضرب الغير مبرح ودون تعدي أو إحداث أضرار في جسد هذا الطفل أو التسبب له في أذى فادح، ولا بد أن يتناسب مع الخطأ الذي ارتكبه الطفل. عن مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ ذكر منها:« وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ» (صححه الألباني في الإرواء (2026)، وفي الحديث:« علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم»( صححه الألباني في الصحيحة (1447). عباد الله: التربية بالثواب والعقاب من الوسائل التي اعتمدها القرآن الكريم في تربية المجتمع المسلم وصيانة لأفراده وزجرهم من ارتكاب المنكرات والموبقات والتعدي على بعضهم البعض، ثم إن البشر ليسوا سواء؛ فمنهم من تفلح معه القدوة الحسنة في التربية، ومنهم من تنفعه الموعظة الحسنة والقول اللين، ومنهم من تكفيه القصة، وقسم لا بد من وقع السوط على جلده لردعه وتنبيهه. والقرآن الكريم لا يبادر إلى العقوبة في التربية إنما يقدم قبلها الترغيب في الثواب أو يقرنه معها للإشعار بأن العقوبة ليست مقصودة لذاتها وإنما هناك طوائف من الناس لا بد من إبراز السوط لهم والبعض الآخر لا بد من إيقاع السياط على جلودهم ليرتدعوا ويردعوا عن غيهم وعنادهم. ففي مجال الترغيب قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ]التحريم:8[ وفي مجال العقاب والترهيب قال تعالى: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِّلطَّاغِينَ مَآبًا * لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا *) [ النبأ:21-26] وقال تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) ]الإسراء:18[ وبين القرآن الكريم الكثير من الحدود وهي نوع من العقاب لزجر المعتدي ووقفه عن حده كحد الزناء والقذف والسرقة والإفساد في الأرض وغير ذلك قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ]المائدة:33 [
إظهار الكل...
أيها الآباء – أيها المربون: إن التربية بإسلوب العقوبة ومنها الضرب هو آخر طرق التأديب، وإلا فإن هناك وسائل للعقوبة، فذم الولد وتوبيخه عقوبة، وأن حرمانه من الجوائز دون إخوانه وأقرانه عقوبة، وأن التهديد والوعيد عقوبة، وأن الهجر وعدم التكليم للطفل عقوبة، ومن العقوبات أيضا الأمر بتصحيح الخطأ عمليا وهي من صور العقاب الإيجابي، كأمر الطفل بإصلاح ما أفسد، جمع ما فرق، وتنظيف ما لطخ، وكذلك تكرير كتابة ما أهمل كتابته ونحو ذلك، وأمر الأولاد بتصحيح الخطأ يربي فيهم النهوض للأمثل، والارتقاء للأفضل. أيها الأب – أيها المربي: لا تكن صارماً على الأولاد كل الصرامة واعلم أن التخويف بالضرب في أكثر الأوقات أحسن من ذوقه، إن الأطفال وهم في مرحلة الطفولة يحتاجون إلى اللعب وحسن الرعاية فلا يعاملون معاملة الكبار ولا يمكن أن تملي عليهم قوانين وقواعد لابد أن يسيروا عليها واسمعوا إلى هذا الشاعر الذي تذكر أبنائه وقد كان ضجيجهم يملاء البيت وهو يصور تلك الفطرة البريئة والتي بسببها تعرضوا في كثير من البيوت لأبشع أنواع الضرب والعنف والاحتقار .. أين الضجيج العذب والشغب *** أين التدارس شابه اللعب أين الطفولة في توقدها *** أين الدمى في الأرض و الكتب أين التشاكس دونما غرض *** أين التشـاكي ماله سـبب أين التباكي والتضاحك في *** وقت معا والحــزن والطرب أين التسابق في مجا ورتي *** شغفا إن أكلــوا وإن شربوا يتزاحمون على مجالستي *** والقرب مني حيـــــثما انقلبوا فنشيدهم بابا إذا فرحــــوا *** ووعـــيدهم بابا إذا غـــضبوا وهتـــافاتهم بــابا إذا ابتعدوا *** ونجــــيهم بابا إذا اقتربوا في كل ركـــن منهم أثـــر *** وبكـل زاويــة لهم صـخب في النافذات زجاجها حطموا *** وفي الحائط المدهون قد ثقبوا في الباب قد كسروا مزلاجه *** وعليه قد رســــموا وقد كتبوا في الحصن فيه بعض ما أكلوا **** في علبة الحلوى التي نهبوا في الشطر من تفاحة قضموا *** في فضلة الماء التي سكبوا إني أراهم حيثما اتجهت *** عيني كأسراب القطا سربوا حتى إذا ساروا وقد نـــزعوا *** من أضلعي قلبا بهم يجب قد يعجب العذال من رجل *** يبكي ولو لم أبكي فالعجب هيهات ما كل البكا خور *** وإني وإن بي عزم الرجال أب. هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]. اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ. ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ. عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
إظهار الكل...
.
إظهار الكل...
وجاء في صحيح البخاري عن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم قوله: "فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده " ..لذلك أدرك الصحابة وأدركت الأمة على فترات من تاريخها فضل الرسول صلى الله عليه وسلم عليها بل وعلى العالم كله وجنت ثمار محبته في الدنيا سعادة ً وراحة ويقين وعزة ونصر وتمكين ويوم القيامة لن يكون جزائها وثوابها إلا الجنة إن صدقت في ذلك قال تعالى ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً)(الفتح: من الآية17) .. و عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) (رواه البخاري) .. ولماذا يُحال بين رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وبين طائفة من أتباعه ؟ لأن هؤلاء فهموا حب النبي على أنه مجرد كلمات وأشعار ومدائح وأمنيات بعيداً عن تطبيق منهجه ونشر دينه وتبليغ سنته والاقتداء بسلوكه وأخلاقه وحب أزواجه وآل بيته وأصحابه فكان إتباعهم منقوص بل مخزٍ وفاضح يوم القيامة .. عباد الله : لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النكوص والتفريط والتقصير ، ففي خطبة حجة الوداع قال: (ألا وإني فرطكم على الحوض، وأكاثر بكم الأمم. فلا تسودوا وجهي، ألا وإني مستنقذِ أناسًا، ومستنقَذ مني أناس، فأقول: يا رب! أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) (صحيح ابن ماجه (2481 ـ 3057) .. يا لها من كلمة ..! لا تسودوا وجهي بأعمالكم وعبثكم وصراعاتكم وتنافسكم على الدنيا ونسيانكم للدين . اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا. .... قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه . الخطبة الثانية : الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه أجمعين أما بعد : عـباد الله : - إن الحب الصادق لنبينا صل الله عليه وآله وسلم لا يكون إلا بالعقيدة السليمة والإتباع الحسن والخلق القويم والمعاملة الطيبة والتضحية من أجل هذا الدين ودعوة الناس إليه وتعريفهم به وضبط سلوكياتنا ومعاملاتنا بتوجيهاته وتقوية أخوتنا وحفظ دمائنا وصيانة أعراضنا وبناء مجتمعاتنا ونبذ الفرقة والعصبيات الجاهلية والشوق بعد ذلك للقاءه وقد أخبر صل الله عليه وآله وسلم عن حبكم له فقال :"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى ثم طوبي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرآني )السلسلة الصحيحة رقم(1241)".. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من أشد أمتي لي حباً ، ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله.( رواه مسلم ). ألا يامحب المصطفى زد صبابة .. وضمخ لسان الذكر منك بطيبه. ولا تعبأن بالمبطلين فإنما ... علامة حب الله حب حبيبه. اللهم اجعلنا من صالحي أمته، واحشُرْنا يوم القيامة في زُمْرَته .. اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعده .. هذا وصلوا وسلِّموا على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين وقائد الغُرِّ المُحجلين، وعلى آلهِ وصحابته أجمعين، وارض اللهُمَّ عن الخلفاءِ الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعنا معهم بمن وكرمك يا أرحم الراحمين. والحمدلله رب العالمين.
إظهار الكل...
خطبة جمعة: "فلا تسودوا وجهي" قالها رسول الله .. !! إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه ومن سار على هديه واستن بسنته وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد : أيها المؤمنون / عباد الله: يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) عباد الله: تعيش أمة الإسلام هذه الأيام ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فميلاده ميلاد أمة وميلاد فجر جديد سطع على البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ ... وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ ... لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت... وَتَضَوَّعَت مِسكاً بِكَ الغَبراءُ تعيش أمتنا هذه الذكرى في ظل ظروفًا صعبة في ظاهرها، ولكنها تحمل في طياتها الخير الكثير لمستقبل الإسلام والمسلمين وللبشرية جمعاء ، فما بعد العسر إلا يسرا وما بعد الشدة إلا فرجا ومخرجا ، وذاك هو حسن ظن المؤمن بربه واقتداءه بنبيه صلى الله عليه وسلم الذي زرع الأمل والتفاؤل حتى في أحلك الظروف وأصعب المواقف . عباد الله: لقد ختم الله منهج الدعوات وقافلة الرسالات ومسيرة الإصلاحات برسالة محمد صل الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) (سبأ/28) .. و قال عز من قائل : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [الأحزاب:40].. وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[الأنبياء/107].. وكان من رحمة الله بنا أن بعث فينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمرنا بالإيمان به وتصديقه وإتباعه والإقتداء به والإنتصار له ومحبته وتقديمه على النفس والمال والولد .. على يديه كمل الدين ، وبه ختمت الرسالات - صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) ... حريصُ عليكم رحيمُ بكم مشفقُ عليكم يتمنى سعادتكم وراحتكم فهل بعد ذلك يقابل بالبعد والجفاء وبعدم الإقتداء به والسير على سنته ... لقد كانت ولادته ومبعثة برسالة ربه إلى هذه الأمة بمثابة الغيث الذي يروى الأرض القاحلة وبمثابة الروح التي تبعث في الجسد الحياة من جديد جاء النبيون بالآيات فانصرمت ** وجئتنا بحكيم غير منصرم آياته كلما طال المدى جدد ** يزينهن جلال العتق والقدم البدر دونك في حسن وفي شرف ** والبحر دونك في خير وفي كرم أخوك عيسى دعا ميتا فقام له ** وأنت أحييت أجيالا من الرمم. أيها المؤمنون /عبـاد الله :- في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم علينا ان نلتزم طريقه ونسلك مسلكه ونعمل بسنته ونتبع شرعه ونهتدي بهداه ونسلم لما جاء به فقد جعل المولى سبحانه وتعالى التسليم لمنهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم دلالة وعلامة على الإيمان الحق الصادق، قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء/65). إن الإيمان ينفث في قلب المؤمن حب هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباعه لأن أثر ذلك سيكون على الفرد والمجتمع والأمة عظيماً وواضحاً وجلياً فلا سعادة للفرد ولا حياة للمجتمع ولا عزة لهذه الأمة إلا بالتسليم لشرعه والإقتداء به قال تعالى ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63) .. وهل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا من محبة الله تعالى ؟! وهل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا من طاعة الله عز وجل ؟ القائل (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران/31) ...
إظهار الكل...
.
إظهار الكل...
ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) [رواه مسلم2726] .. وانظروا إلى هذا العمل البسيط اليسير لو قام به كل واحدٍ منا بنية صالحة وعمل خالص لهذبت النفوس وتآلفت القلوب وانشرحت الصدور وزادت الأجور وغفر الله به الذنوب .. عن حذيفة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المؤمن إذا لقي المؤمن، فسلم عليه وأخذ بيده، فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر) (أخرجه الطبراني في الأوسط، وله شواهد، وصححه الألباني) .. بل حتى الكلمة الطيبة يؤجر العبد عليها والبسمة يؤجر عليها وحتى النية الصالحة يؤجر عليها .. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) (رواه البخاري/6491) .. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين برحمتك يا أرحم الراحمين .. قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه الخطــــبة الثانـية : - عبــــــاد الله :- إنها رحمة الله بنا وإنها نعم ينبغي شكر الله عليها بالتزام شرعه ومنهجه والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وحب هذا الدين والتضحية من أجله والتخلق بأخلاق الإسلام وإن كل هذه الخصائص وغيرها ليست ميراثاً يورث، وإنما هي عمل صالح يكتسب والله سبحانه وتعالى لا يبالى لمن حاد عن منهجه في أي وادٍ هلك .. فأخلصوا النيات وأحسنوا الأعمال واغنموا مواسم الطاعات وأوقات القبول للدعوات ولنحذر من الظلم والعدوان على بعضنا البعض ولنصلح ذات بيننا فقد حذر عليه الصلاة والسلام من ذلك فقال ( ... فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدِّينَ))[ صححه ابن حبان (5092)، وحسنه المنذري في الترغيب (3/321)، وانظر غاية المرام للألباني (414).]. فالنزاعات والخصومات على هذه الدنيا قد تذهب بالدين والإيمان من القلوب وما فائدة الحياة وقد فقد المرء دينه وخلقه وأمانته ولنكن على الخير حتى نرد الحوض على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل (ترد عليّ أمتي الحوض، وأنا أذود النَّاس عنه كما يذود الرّجل إبل الرّجل عن إبله) قالوا: يا نبي الله! أتعرفنا؟ قال: ( نعم، لكم سيما ليست لأحدٍ غيركم، تردون عليّ غرّاً محجَّلين من آثار الوضوء...) (صحيح مسلم (1/217) .. وإذا كانت هذه الخصائص والمزايا من صفات هذه الأمة بسبب ما تحمله من قيم وأخلاق ومبادئ وبها تميزت على سائر أمم الأرض فإنه يجب على المسلمين كأفراد حكاماً ومحكومين ، رجالاً ونساءاً أن يتميزوا بتزكية نفوسهم بالإيمان والتقوى ومراقبة الله وعليهم جميعاً أن يتميزوا في عباداتهم والمحافظة عليهم وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء بسنته وحب أصحابه مشاعل الهدى ومصابيح الدجى رضي الله عنهم أجمعين .. وعلى المسلمين أن يتميزوا بأخلاقهم الفاضلة وسلوكهم الحسن مع جميع الناس من حولهم وعلينا كذلك أن نتميز بالقيام بالمسئوليات التي تحملناها في البيت والوظيفة وتقلد المناصب من حسن الرعاية وأداء الأمانة يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم .. ثم إن علينا كذلك أن نتميز في عطائنا الحضاري وتقديم النفع والخير لأمم الأرض من حولنا في شتى جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية ... وهكذا بنت أمتنا مجدها وسطرت تاريخها وإن هذه الأمة قد تضعف لكنها لا تموت أو تنتهي أو ينقطع خيرها لأنها أمة خير الأنبياء وخاتمهم والله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ كتابها ودستورها إلى يوم القيامة وعلى كل فرد أن يستشعر مسئوليته وواجبه حتى يكون لبنة صالحة في بناء هذه الأمة ولن يضيع الله أجوركم وأعمالكم فلا حياة بلا إيمان ولا حياة بلا أخلاق ولا حياة بلا قيم ولا حياة بلا إتباع واقتداء برسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... فاللهم إنا نسألك أن توفقنا إلى ما تحب وترضى، وأن ترزقنا الاستمساك بالعروة الوثقى، أكرمنا يا كريم، ومن علينا يا منان، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، .. هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56) والحمد لله رب العالمين .
إظهار الكل...
خطبة جمعة: ميـلاد رسول وحيــاة أمة ... !! الحمدُ لله مُجزِل العطايا مسبِل النِّعَم، رافِع البلايا دافِع النِّقم، يعلَم الخفايا ويرى ما في الظُّلم أحمده تعالى وأشكره خَلقَنا من العدَم وأمدَّنا بالنّعم، هدانا للإسلام؛ فللّه الحمد مِن قبلُ ومِن بعد، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، مجيب الدعاء كاشف البلوى عالم النجوى أنت الملاذ إذا ما أزمة شمـلت ** وأنت ملجأ من ضاقت به الحيلُ. أنت المنادى به في كل حـادثة ** أنت الإله وأنت الذخر والأملُ. أنت الرجاء لمن سدت مذاهبه** أنت الدليل لمن ضّلَّتْ به السبلُ. إنا قصدناك والآمال واقعة** عليك والكل ملهوف ومبتهل. وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانةَ ونصح الأمّة وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى آتاه اليقين، صلى الله عليه وسلّم، وعلى آله وصحبِه ومن سار على نهجِه الأقوَم أ ما بعـد :- عبـــــــــاد الله : - لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وانقطاع من الوحي فهدى الله به من الضلالة وبصر به من العمى وأحياء الله على يديه هذا الإنسان التائه الحيران فكان ميلاده صلى الله عليه وسلم ميلاد جديد لهذا الإنسان ومبعثه حياة للبشرية جمعاً و جعل سبحانه وتعالى الاستجابة لدينه وإتباع رسوله هو الحياة الحقيقية قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ وأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال: 24] .... فكيف يدعونا الله إلى الحياة ونحن أحياء ؟ وما هي الحياة الحقيقية ؟ وهل تعني الحياة الأكل والشرب والعمل وبناء المدن وتشييد المباني وصناعة الآلات ؟ وماذا يريد الله بهذا الخطاب ؟ ... إن الله سبحانه وتعالى يوجهنا في هذا الخطاب إلى أمر عظيم ألا وهو بيان أن حياة الإنسان الحقيقية تبدأ عندما يستجيب لأمر الله ورسوله ويلتزم بهما ويطبقهما في واقع حياته فما أرسلت الرسل وما أنزلت الكتب إلا لبيان واجب العباد تجاه ربهم وتنظيم حياتهم وهي حياة القلب والعقل، بالعقيدة التي تعمر القلب، فتملأ كيان الإنسان نوراً وهداية قال تعالى (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 122]... وهي العقيدة التي تهدي العقل، وتضبط حركته وعمله، فتحميه من التيه والضياع، وهي حياة للروح والجسد، ولن تتحقق هذه الحياة إلا بوحي الله - سبحانه وتعالى -:( وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ ولا الإيمَانُ ولَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا وإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ أَلا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ) [الشورى: 52-53] .... فالذين يستجيبون لله وللرسول ظاهراً باطناً هم الأحياء وإن ماتوا، وهم الأغنياء وإن قلَّت ذات أيديهم، وهم الأعزة وإن قلَّ الأهل والعشيرة... وغيرهم هم الأموات حقيقةً وإن كانوا أحياء الأبدان، يَسْعَوْنَ بين الناس ذهاباً و إيابا، (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ومَا يَشْعُرُونَ) [النحل: 21]، وهم الفقراء، ولو أمتلاءت خزائنهم بالذهب والفضة .. وكان من فضائل إتباع هذه الأمة أفراداً وجماعات وشعوب ودول لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتطبيق هذا الدين في واقع الحياة أن خصها وشرفها وميزها على سائر الأمم والأديان .. بالعديد من الخصائص والمزايا تفضلاً ورحمةً بها وتكريماً لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث فيها رسولاً للعالمين فكانت سمة التميز صفة بارزه في عبادتها وسلوكها وأخلاقها بل حتى في مظهرها وأعيادها وعلاقاتها لتعيش الحياة الطيبة والآخرة السعيدة قال تعالى(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ) [آل عمران:110] .. أيها المؤمنون /عبـــاد الله : - وإن أعظم خُصُوصية لهذه الأمة هي التوحيد، فالمسلم يعتقد أن الخالق والرازق والمدبر هو الله، وأنه هو المستحق للعبادة والخضوع والذل والخشوع بين يديه {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}( الأنعام: 102) فلم تضل هذه الأمة عن ربها وما زالت عقيدة التوحيد هي السمة البارزة في حياتها ومن ينظر إلى أمم الأرض يجد هذه الحقيقة فلا يوجد اليوم أمة توحد الله في أسمائه وصفاته في الأرض غير أمة الإسلام فاليهود والنصارى قد انحرفوا قديماً عن هذا الصراط وعبدوا غير الله قال تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى
إظهار الكل...
اختر خطة مختلفة

تسمح خطتك الحالية بتحليلات لما لا يزيد عن 5 قنوات. للحصول على المزيد، يُرجى اختيار خطة مختلفة.