1 001
Obunachilar
Ma'lumot yo'q24 soatlar
-17 kunlar
-1230 kunlar
Postlar arxiv
تَظنِّ بأنكَ قد غبت عني
وأنّ القِبورَ غدتْ مَسكَنكْ
وها هِي روحُك حولي تُغنّي
وأُوشِكُ واللّهِ أن أحضنَكْ
لو خُيُّرتُ بينَ رحيلكِ والممَاتِ، لفضَّلتُ أن أُدفنَ داخلَ الأكفانِ
رُوحي لكَ يا زائرُ في اللّيْلِ فِدَا
يا مُؤْنِسَ وَحْشَتِي إذا اللّيْلُ هدى
إنْ كانَ فِرَاقُنا مع الصُبْحِ بَدَا
لا أسفَرَ بَعْدَ ذَاكَ صُبْحٌ أبدا
مابال قمري في غُيومهِ عالقٌ ؟
من أبهتَ النُور العظيمَ وأظلمهْ ؟
لا تَحزني فالحُزن لم يُخلق لكِ
صدري لهَمّكِ قبلَ حُضنك يحملُهْ
من ذا الذي يطغى عليك ويُحزِنُك ؟
أولم يَرى حُسنًا تجلّى فأخجلهْ ؟
فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ
وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ مُنتشِرُ
وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ
وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
ويَحسبُني الجميعُ إذا أغني
عَنِ الأشواقِ مجنونةٌ بلليلِ
ولا يدرونَ كم أني وحيدةٌ
وأنَّ مشاعري في الحُب ثكلى
أحن لذاتِ حسنٍ مِن خيالي
خلقتُ لهُ وجوداَ ليس ألا
أناديه ولا شيئاً أنادَي
أغازلُ وهمَ وجهٍ قد تَجَلى
أغارُ مِن الفراغِ على فراغٍ
وأمنحُ وحدتي حُضناً وخِلّ
مَا كُنْت أُومِن بِالْعُيُون وَفِعْلُهَا
حَتَّى دهتني فِي الْهَوَى عَيْنَاك
الْحَسَن قَدْ وَلَّاك حَقًّا عَرْشِه
فتحكمي فِي قَلْبِ مِن يهواك
وكيف تُريدينني
أن أقيسَ مساحةَ حزني
وحزنيَ كالطفلِ
يزدادُ في كلِّ يوم جمالاً ويكبر
عاهدتني بالصدق ثُم جَفوتنيّ
وَ سرقتني مِن واقعي وَ رميتنيّ
وَ ضَممتني لصرِكَ ثُم قتلتنيّ
جَعلتني لليل كَم اسهرتنيّ؟!
وَ رميتَ أعذاراً لعلَك تختفي
وَ ركضت خلَّف عواذلي وَ هجرتنيّ
وَ سألتني باللّٰه... ثُم كسرتنيّ
أَيَا بَعِيدًا وقَد قُرِّبتَ مِن قَلبي
والنَّاسُ تَأكُلُنِي عَذلًا وَإِيلَامَا
قالُوا جُنِنتَ إِذَا أَحبَبتَ مُبتَعِدًا
أُجِيبُ أَعشَقُهُ لَو كَان أَوهَامَا
أعلِّمه الرمايةَ كلّ يومٍ
فلما اشتدّ ساعدُه رماني
وكم علّمتُه نظْمَ القوافي
فلمّا قالَ قافيةً هجاني
أُعلّمُه الفتوّةَ كلّ وقتٍ
فلمّا طرّ شاربُه جفاني
"غابوا عن العينِ والأيامُ تُشغلُهم
أمّا عن القلبِ لا واللهِ ما غابوا
نعمْ تمادوا ببُعدٍ باتَ يُحرقني
لكنّهم رغم هذا البُعدِ أحبابُ
يا حُسنَهُ ، والحُسنُ بَعضُ صِفَاتِهِ
والسِّـحرُ مَقـصُورٌ علَى حَـرَكاتِهِ