هَمٌ وهِمّـة | كبّروا.

القارئ صلاح الباجي-حفظه الله-

وهل يخشى الإنسانُ إلا مِن مَن يُعملِقُهُ ويُعظّم قدره في عينهِ؟ -ما نتكلّم عنه هو الجذرُ الأساسيّ في هذا الفعل..فافهم ذلك مُوفقًا إن شاء اللّٰه.

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ:

"لا يحقر أحدكم نفسه قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمر لله فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى."

واعلم وفّقك اللّٰه كلما عَظّمت-عَمْلَقْتَ-غيرك، قزّمتَ نفسكَ. وبنفسِ القدرِ بالتّمام ما يزيدُ هناك ينقُصُ هنا وهذا مما لا شكّ فيه؛ فتنبّه.

بربّكم، لمَ نحنُ مُصِرّون على أن نُذّل انفسنا لمَ؟ نُعلّق حاجاتنا بغيرنا من الخلقِ بكلّ وقاحة! وإن كان ملك؟ وإن كان لديه من خزائن الارضِ ما ليس لدينا؟ وإن كان وزير؟ كلها توافه! ما هذا الشيء الكبير الذي يستحقّ مثلا!؟ الذي عنده رزقه إياه اللّٰه وقادرٌ على سحبهِ منه في غمضة عين! فـ إستحي وتوجّه لربّك أولًا وأخيرًا وأنزِلِ النّاس منازلهم، أنّهم خلقٌ مثلك لا يملكون حتى لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، حتى الوزيرُ والحاكمُ والملِكُ منهم.

إستحي! أتسألُ وتتمسّك بمخلوقٍ مثلك مثله لا يملك لنفسهِ لا نفعًا ولا ضرًا وتنسى خالقك وخالقه؟ لا تسأل المخلوق، لا تسأل المخلوق. أعزّك ربّك به وأغناك به عن غيره، لمَ تُذلّ نفسك؟

"اللهُ أكبرُ والقلوبُ تُكبِّرُ كلُّ العِظام أمام ربي تصغرُ اللهُ أكبرُ في لساني عذبةٌ؛ فيها المهابةُ كبِّروا كي تؤجروا."

صباح الخير، ثُمّ: "فَكَمْ بُؤْسٍ تَلاهُ نَعِيمُ! فَقَدْ تُورِقُ الأَشْجَارُ بَعْدَ ذُبُولِهَا وَيَخْضَرُّ سَاقُ النَّبْتِ وَهْوَ هَشِيمُ."