علي الأزرق | عهدٌ جديد.

﴿إِنَّ لِلمُتَّقينَ مَفازًا﴾ [النبأ: ٣١] إن للمتقين ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، مكانَ فوزٍ يفوزون فيه بمطلوبهم وهو الجنة. ﴿إِنَّ لِلمُتَّقينَ مَفازًا﴾ [النبأ: ٣١] ﴿مَفَازًا﴾ فَوْزًا بِدُخُولِهِمُ الجَنَّةَ، أَوْ مَكَانًا يَفُوزُونَ بِهِ؛ وَهُوَ الجَنَّةُ.

عنوان خطبة اليوم: "اتقوا الله ما استطعتم".

‏اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهُم صلِ على قرة أعيُننا محمد، واحشرنا في زمرتة، واجعلنا من أهل شفاعتة، وأحينا على سُنتة، وتوفّنا على ملتة، وأوردنا حوضه يا حي يا قيوم.

لكي تحيا، لا بُد أن تجاهد، أن تناضل، أن تكون أنت وسط هذا الحشد الغفير من الدلالات التي لا تكاد أن ترى صحيحها من سقيمها، أن تخلع عنك كل فضفاض لا يجيئك لا ينفعك ولا يقيك حرارة الدنيا ورياحها. وخذ قول يحيى بن معاذ: "أبناء الدنيا يجدون لذة الكلام، وأبناء الآخرة يجدون لذة المعاني".

باسم الله، يعيش أهل النار في جهنم عيشة ضنكًا كاملة بتفاصيلها، فلهم طعام وشراب وملابس وفُرُش وأغطية وأشجار يأكلون من ثمارها. - أما طعامهم: "وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ، لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ" " لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ، لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ" - وأما شرابهم: "وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ" "فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ" - وأما ملابسهم: "فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ" "سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ" - وأما فرشهم وأغطيتهم: "لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ" - وأما أشجارهم التي يأكلون من ثمارها: "شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ" . هذا قولٌ فَصل وما هو بالهزل، فهو جحيم أليم مقيم يستحق منا الخوف وأخذ الحذر والحيطة، ولا يحتمل الآتي: - الاستهانة بالذنوب والمعاصي، وتسويف التوبة منها، - تتبع الرُّخَص وانتقاء الفتاوى الشـاذة لإرضاء الأهواء، - التحجج بالعجز عن اجتناب المحرمات والالتزام بالفرائض "مش قادر أسيب الذنب، صعب أقوم لصلاة الفجر إلخ إلخ إلخ" - التفريط في نوافل الأعمال الصالحة التي تجبر نقصان الفرائض وتمحو السيئات. فمِنْ أيْنَ لنا كُلُّ هذا الأمن من مكر الله وعذابه! ربنا اصرف عنا عذاب جهنم آمين.

.. وأن يعتقد أن دموعَ المظلومين هي في أعينهم دموع، ولكنها في يد الله صواعقُ يضربُ بها الظالم. - الرافعي، وحي القلم.

‏عن الله أُحدِّثك: ‏﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ ‏لا يقف عند سؤالك بل يتجاوزه كرمًا وفضلًا.

"إنما العبادة الحقة أن تدفع في مضايق الحياة ومعاركها، وتمارس فِتنها ومطامعها، ثم لا يقطعك شيءٌ من عبادة الله آخذًا بالحق قائمًا بالقسط. إن العالم هو المعبد الأكبر، فما أثَّرت فيه من عمل صالح، وما قلت فيه من كلمة طيبة فهو عبادة، وكل ما تسنُّ للناس من سنة حسنة، وكل ما تهديهم إليه من رأي سديد عبادة يحبها الله ويدعو إليها الدين. فاتَّخِذ هذا العالم معبدًا، واسْعَ فيه إلى الخير أبدًا، وأصلح ما استطعت." - عبد الوهاب عزام.

“إنما العبادة الحقة أن تدفع في مضايق الحياة ومعاركها، وتمارس فِتنها ومطامعها، ثم لا يقطعك شيءٌ من عبادة الله آخذًا بالحق قائمًا بالقسط. إن العالم هو المعبد الأكبر، فما أثَّرت فيه من عمل صالح، وما قلت فيه من كلمة طيبة فهو عبادة، وكل ما تسنُّ للناس من سنة حسنة، وكل ما تهديهم إليه من رأي سديد عبادة يحبها الله ويدعو إليها الدين. فاتَّخِذ هذا العالم معبدًا، واسْعَ فيه إلى الخير أبدًا، وأصلح ما استطعت.” - عبد الوهاب عزام.