معذرةً إلى ربكم
بسم الله الرحمن الرحيم
• تتفق تحليلات كل العقلاء على أن السياسة التركية ماضية باتجاه التطبيع مع النظام النصيري، وأن نسبة الخطورة في الوضع الذي نحن فيه عالية جدا..
• عوَّدنا الساسة الأتراك على أنهم لا يقيمون وزنا لآراء ومصير المجتمعات والفصائل في بلداننا، بل كانوا يتحركون دائما في الفضاءات المشتركة بينهم وبين هذه المجتمعات/الفصائل بشكل منفرد، بل وحتى دون أن يعلم الطرف الآخر (أصحاب العلاقة) شيئا عن مفاوضاتهم وخططهم ونواياهم.. فالأتراك، من خلال تصريحاتهم، لم يكونوا يرمون بالونات اختبار وجس نبض للشارع، إنما كانوا يعبرون بشكل واضح عن سياستهم الجديدة..
• كما أنهم لم يغيروا تصريحاتهم ولن يغيروا سياستهم بسبب المظاهرات أو البيانات، بل أكدوا على سياستهم الجديدة مرارا، ومن عدة شخصيات مهمة، وبخطوات عملية أيضا؛
فالمظاهرات والبيانات -وإن كانت ضرورية- إلا أنها لن تكون كافية لوحدها في ثنيهم عن سياستهم.
• كذلك لن يغير الأتراك ولا غيرهم من الدول سياستهم تجاه الثورة/المحرر إذا صورنا لهم طريقا مُعبدا، مُنارا... بطول 3 كيلومترات، أو إذا زيّنّا دوارا في مدينة إدلب، أو إذا بقينا نتكلم أربعا وعشرين ساعة عن الوضع الاقتصادي المتردي عند النظام النصيري وعن تجارة وتهريب الحشيش، وعن انتشار الجريمة، أو إذا بقينا ننتقد السياسة التركية بالقنوات لسنوات، أو، وأو...
◾️الوضع خطير، والبقاء على هذه الحال ضرب من الجنون، أما الفصائل فهي عاجزة حتى عن إصدار بيان تستنكر في التصريحات والسياسة التركية الجديدة، فضلا عما هو أكثر من ذلك...
◻️
وحتى لا نبقى نشخص المشكلات دون تقديم علاج، فهذه مقترحات للخروج من المأزق:
أولا: تشكيل جسم واسع الطيف (من شرعيين، وعسكريين، ووجهاء، وسياسيين، وأكاديميين، وإعلاميين...) يمثل المحرر بشكل حقيقي.. يكون وراءه ثقل شعبي، يعينه على استعادة القرار، ويمتلك القدرة على حشد الناس للدفاع عن المحرر.. ولا يتصدر المشهد المحروقون داخليا أو دوليا.. وأما التشكيلات الموجودة حاليا فلا يتوفر فيها شيء من ذلك، بل ولا يثق فيها الناس ليسيروا خلفها...
ثانيا: يقول الخبراء في حل النزاعات أنه يكفي أن يوافق على "
التسوية" من يحملون صفة رسمية في تمثيل أطراف النزاع، ومن ثَم اعتبار المعارضين للتسوية خارجين عن القانون، إرهابيين، أو "
راديكاليين" بتعبير صموئيل هانتنجتون؛ ولذلك فإن
نزع أي صفة تمثيلية للثورة/للمحرر عن كل أجسام الخارج، قبل أن يُوقعوا على أي تسوية مع النظام، خطوة ملحَّة؛ وهنا يجب أن نضع
"مفوضية نصر الحريري للانتخابات" نصب أعيننا.
ثالثا: اختيار
قادة عسكريين تتوفر فيهم التقوى والكفاءة.. يكون قرارهم العسكري مستقلا عن أي ضغوط خارجية أو داخلية، والعمل على توفير ما يحتاجونه من إمكانات للدفاع عن المحرر قدر المستطاع.. ومن يقول أن الوضع جيد ولا يحتاج شيئا من ذلك! نذكِّره أن
العدو يبعد عن مدينة إدلب 10 كيلومترات فقط، وهو مشغول بتجميل دوار في إدلب!!
رابعا: رفع الظلم والضرائب والمكوس عن هذا الشعب المسكين.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم؟))، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن النصر بالضعفاء يكون ((بدعائهم))..
أما ضعفاؤنا فلا يجادل صادق بأنهم يدعون على الفصائل لا لها؛ بسبب الظلم والتضييق في الأرزاق، والغلاء... كما إن هذا الحرص على المعابر والأموال كان سببا رئيسيا في عزوف الناس عن الجهاد، وفقدان الثقة بأصحاب المعابر..
خامسا: إخراج المظلومين من السجون، من المجاهدين ومن غيرهم، ورد حقوقهم إليهم..
📌 أعلم أن المهمة ليست سهلة، وأن دولا كثيرة ستقف بوجه ذلك، وجماعات وشخصيات رضيت بمكاسب صغيرة آنية على حساب إنقاذ المحرر ليست مستعدة للتسليم لهذا الطرح؛ إلا أنه يمكن أن يكون فيها مخرجا ونصرا للمستضعفين..
فهي تحتاج إلى رجال أتقياء أقوياء، يتحملون المسؤولية التي أناطها الله بهم.. عندهم الشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل إنقاذ الثورة..
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
t.me/sroschd