قِـرْطاس نـوف

مبارك عليكم شهر رمضان الفضيل🌙.

ممَ أعجب وهذا الطارق الذي ألم بي لم يكن إلّا مرآة صاحبها، فهذا الشعور الذي خالجني وعجبي أن يمضي الراحلون بلا اكتراث لم يكن إلا محاولة بائسة لقلب الحقيقة بيد أن القلوب تشعر فتعلم ماهية الأمر وإن لونوه بغير لونه، وإن مزجوا القسوة بألوان رأيهم العجيب؛ أن الرحيل يصب في أمر المصلحة العامة ككل والخاصة أن مرآها للنسيان! ومتى كان ذلك؟ إنك لا تعالج هذا القلب النابض به الخافق فيك بالرحيل، لأن الحب لا يكون في معناه إلا لك وحدك حين تجد تلك الروح التي احتضنتها في سماءها قبل الوجود والآن على الأرض بعد عناء الغربة والصمود. أين أنت يا قلبي أفلا تعود؟ -نوف

منذ مدة عنكم،، http://mslak.sarhne.com

تحت عنوان أدبُ الرسائل، ارسل بريدك هنا @naalsha .

الأيّامُ كفيلةٌ يا صحبي، فاصبروا.

قبر الأحبة.. على جذع الشجرة كانت وجدان مُتكئة، والحزن في عينيها عنوانٌ للألم المُستقر، ترى منظر تساقط أوراق الأشجار يقع عليها في حلة فصل الخريف وترى حالها باقية فلم يسقط حزنها معه، وكأن قاموسها جُرد منه، فكل الفصول عندها واحدة. قالت وهي تنظر لمنظر الخريف البائس: تتساقط الأوراق وتبدو الأشجار حزينة لفقدها بعضها ولكنها في الحقيقة تخلع الأذى والأيام الجسيمة فلا تبقَ على حالٍ واحدة إذ أنها قوية فمَ كان لأوراقها الذابلة في أيامها العسيرة إلا أن تجف مما تلقت لتتساقط بسهولة وترحل بعيدًا ليأتي فصل ربيعها وترتدي حُلةً خضراء بهية في رونقٍ يبعث الحياة. ثم التفت إلى أمجاد وقالت: ولكن لمَ نحن يا أمجاد لا نكون كتلك الأشجار، لمَ لا نرمي الأحزان ونعيش في سلام، لمَ لا أنسى يوم الأسر والمنفى، حين بكينا وكأن الأنهار تنبع من عينينا، لمَ صراخنا حين قتلوا الأمل فينا، حين يُتمنا، أتذكرين؟ حين أحرقوا أكبادنا صغاراً ما زال يدوي فينا! فتساقط الدمع من عينيها وهي تهز أمجاد وترجوها أن ترد، ثم سمعت صوتًا من خلفها يقول: من تحادثين؟ ولمَ تهزين الشجرة؟ قالت وهي تكفكف دمعها: قبر الأحبة. -نوف الشمري -من كتابات ٢٠٢١

يكون حبيبُ نفسك؛ من كان فيه ما كان فيك، أنت له وهو إليك. ذلك الشعور الذي يكمن فيك تعلمُ يقينًا أنّه فيه، يُميّز الحُبّ أن ترى نفسك في حبيبك وتخشى عليه ما خشيت على نفسك، ولا يكون إلا برباط التفاهم فمن دونه فهو شعورٌ في مهبِ الريح. ذلك الحبيب الذي يسن حبّه بالصدق لا بالشهوة التي تنقضي بانقضائها، وأين هو إلا أنت يا أنا؟ -نوف الشمّري

صباح الخير دعاءكم لا يغيب عنّي ولكم أضعافه، آمنين مُطمئنين.

لم يعد للأيام عندي من معنى، أرجو من داخلي أن تنقضي هذه الأيام الثقيلة، اتقطع بين ساعاتها فلا أحسبها بالأيام إنما بالآلام، أنسى ما اليوم ولا أنسى المدة. وهذه ضريبة من قدم مصلحته على راحته النفسية، ولا أظن أنّي أُطيل بها، بأس المصالح والمطالع إن كنت فيها أفنى عن ذاتي.

وكأن الفراق معنًى من معاني اسمي الأخرى أو أن حرفه الأخير سقط وراق وتعلق بوصل الواو ظنًا منه أني لا أُفارِقُ أو أُفارقَ ولعله بذلك جلب تعريفه إلي؛ فُراق كل شيء من الحياة إلى الموت أو من من الحياة إلى حياةٍ أخرى، فمن ذهب ولن يعود أو من ذهب ولم يعد، فراقُ القريبِ والبعيد، منذ الصدمة الأولى بالموت إلى الصدمة الأولى بفراقِ الحي القريب، الفراق بألوانه تذوّقته إن كان للإنسانِ في ثوبِ الصديق أو الحبيب أو الأهل أو كان للوطنِ والتّراب والنّسيم والطائرِ والدابة والحيوان، إن كان في الأكل الذي أُحب أو حتى في الأشياء التي أُعز، كان الفراق حتميًّا وفي مقابله الوحدة التي كنت أخشى أن تكون هي الأخرى من معاني اسمي القليل في حروفه والكثير في معناه، ولعلها كذلك. -نوف الشمري