قناة الدكتور بسام صهيوني

الإنكار العلني ٦- نعم بعض أصحاب الباطل لايجدي معهم مجرد قول الحق، ولا يستجيب لتقل ولا عقل، بل هم كما قال الله عنهم ﴿ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾[ الأنعام: 111]، لكن لابد من إقامة الحجة عليهم وجهادهم(بالحجة) ومجادلتهم، معذرة إلى الله ولعلهم يتوبون، وإذا سكت أهل الحق وأنكروا سرا فسوف ينقلب المنكر معروفا، والمعروف منكرا، والسنة بدعة، والبدعة سنة، ويعمل أهل القرار بآراء الرويبضات". الدكتور سفر الحوال، المسلمون والحضارة الغريبة (٢٥٤٠/٥)

٥- "على علماء الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم والضال، حتى لاتحل بنا العقوبة العامة، ونستحق اللعن كما استحقه بنو إسرائيل، ولا ريب أن علماءنا يعلمون أن الذي يدفع العذاب هو الإصلاح وليس مجرد الصلاح، وأن الله تعالى وبخ علماء اليهود على سكوتهم ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾[ المائدة: 63]، وكان السلف الصالح يخافون من هذه الآية جدا، حتى قال بعضهم: مافي كتاب الله أشد توبيخا للعلماء من هذه الآية". الدكتور سفر الحوالي، المسلمون والحضارة الغربية(٢٥٣٩/٥)

٤- " ولو أن العلماء قالوا مايعلمون، ولو أن كل مسلم أنكر ما يعلم أنه منكر لما وقعت الأمة في هذا المأزق والذُّل، ولما اتخذ الناس رؤساء جهالا، ولما نطق الروبيضات، ولما أفتى كل أحد بما شاء، وشرّع كل صاحب هوى مايشاء، ولما أصبحت البدهيات موضع نقاش". الدكتور سفر الحوالي، المسلمون والحضارة الغربية (٢٥٣٨/٥)

٣- " ويجب على العلماء الصدع بالحق، وأن لا يخافوا في الله لومة لائم مهما أوذوا، ولايصح منهم أن يسحبوا فيش الهاتف ويقفلوا الجوال، ويتحدثوا لك بصراحة ثم يقولوا عكس ذلك في محاضرة عامة". الدكتور سفر الحوالي، المسلمون والحضارة الغربية(٢٥٣٧/٥)

٢- "وعندي أنه يجب على الأمة كافة أن تكون مناصرة لمن يدعو إلى الله، وأن لا تكون القلوب مع فلان ولكن السيوف مع فلان، وإذا أخطأ أحد من الدعاة أو الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، يجب بيان الحق له بدليله، وعليه الرجوع للحق، وليس الحل أن نقلص جهاته ولا أن يسجن أهله، ولا أن يفترى عليهم". الدكتور سفر الحوالي، المسلمون والحضارة الغربية (٥/٢٥٣٧).

إنكار المنكر ١-" وليس إنكار المنكر عندي خروجا ولا معارضة ولا ثورة، ولا إثارة للفتنة، ولا يضاد اللحمة الاجتماعية، وليس افتئاتا على ولي الأمر كما قد يقال. إنما هو واجب شرعي على كل مسلم بقدر استطاعته كما بين النبي صلى الله عليه وسلم...ولم يتركه أحد من السلف". الدكتور سفر الحوالي، المسلمون والحضارة الغربية (٢٥٣٧/٥)

استشهاد الشاب خطاب البانياسي على جبهات العزّة والكرامة. اللهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه ضاعف في حسناته، وتجاوز عن سيئاته واغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الذنوب والخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس.

٣-وهكذا كان تعامل أهل السنة والجماعة عبر عصور الإسلام مع مخالفيهم من الفرق المختلفة الضالة وغيرها من الفرق. لم يهددوهم بسيف ولا بغيره، ولم يتناولوا رموزهم بسفه القول والانتقاص، ومن قرأ منهاج السنة النبوية لابن تيمية الذي رد فيه على المطهر الحلي الرافضي في ثمانية مجلدات لا يجد كلمة مسبة أو فحش وجهها شيخ الإسلام لكبير الرافضة. وهذا ما يجب أن يتعلمه أبناؤنا في كيفية تعاملهم مع الآخر إذا خالفهم الرأي والاجتهاد.

٢-قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني، فإنّه وإن تعدى حدود الله فيَّ بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية، فأنا لا أتعدّى حدود الله فيه، بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل، وأجعله مؤتمًّا بالكتاب الذي أنزله الله، وجعله هدى للناس حاكمًا فيما اختلفوا فيه". مجموع الفتاوى (٣٥٤/٣)

تعامل أهل السنة مع المخالفين من الفرق "فأهل السنّة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم، فإنّ الظلم حرام مطلقًا كما تقدّم، بل أهل السنّة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض، وهذا مما يعترفون هم به، ويقولون: أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضًا". منهاج السنة النبوية لابن تيمية (٥/١٥٧)