☘لفتة تدبرية عن الفرق بين قوله {فأسقيناكموه} و{وسقاهم}.
💧بالعودة إلى الفرق بين "أسقى" و"سقى"، تبيّن أن "أسقى" تعني توفير الساقي إمكانية السقيا للمسقي، مع ترك المبادرة له، فيحتاج المسقي إلى إجراءات معينة ليستطيع الشرب، فهنا قال عن ماء السماء {فأسقيناكموه}، لأن أهل الأرض لن يشربوه مباشرة، وإنما يحتاجون إلى تجميعه ووضعه في آنية وربما تنقيته، ثم سيشربونه، وكذلك قال عن لبن الأنعام {نُسقيكم مما في بطونه}، -و"يُسقِي" بالضم هو مضارع "أسقى"، بخلاف "يَسقي" بالفتح، فهو مضارع سقى-، وذلك لأن لبن الأنعام يحتاج إلى كلفة، كحلبه وتجميعه وتجهيزه ثم شربه، (مع الإشارة إلى أن هناك قراءة أخرى "نَسقيكم" وقراءة "تَسقيكم").
💧أما "سقى" فتعني سقي الماء للمسقي دون كلفة منه، لذلك جاءت في ماء الجنة في سورة الإنسان {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}، فلِكمال نعيم الجنة لم يحتاجوا إلى كلفة في شربه، وكذلك استعملت في سقي موسى عليه السلام غنم المرأتين {فسقى لهما}، فالغنم شربت الماء دون كلفة منها.
🍂وقد قيل: لمّا كان مِن يَدِك إلى فيه: "سقيته"، فإذا جعلت له شرابا أو عرضته لأن يشرب بفيه أو يسقي زرعه قلت: "أسقيته".
✍🏻أبو مسلم العنداني
t.me/toba_shamShow more ...