محمد بيرقدار / أبو الزبير الشامي.

للأسف كثير من أصحاب البيع والشراء عندنا في المحرر لا يوجد عندهم رحمة أبداً على سبيل المثال: في الأمس سألت البائع الفلاني عن السلعة الفلانية فقال لي السعر كذا وأنا أعرف أنه يربح في الكيلو الواحد أربعة أضعاف التكلفة ! وأول أمس دخلت إلى أحد المحلات فكانت السلعة الموجودة عنده زيادة عن محلات في منطقة أخرى تسعة ليرات تركي ! وأيضاً من أيام سألت أحدهم كم كانت جملة الأمر الفلاني فقال لي ٨٠٠ دولار هنا من أرضه في المحرر طبعاً التاجر باعه في السوق ب ١٢٠٠ دولار ! ويوجد ثقافة جديدة قد انتشرت حتى بين المهاجرين والمهجرين وقد أخذوها من بعض الناس والتي هي التناحر على الزيادة في الأسعار فلو مثلاً أراد أحدهم أن ينزل سعر السلعة الفلانية لمنعه البقية بشكل أو بآخر فهم يريدون أن تبقى السلع غالية ! يا أهلنا وأحبابنا ارحموا أهلكم واتقوا الله، فلا يحرمُ الرحمة إلا مخذول محروم معاقب من الله تعالى بعيدٌ عن رحمته: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يُرحم» «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» «الراحمون يرحمهم الرحمن» «رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى».

مخابرات الدول الصديقة قبل العدو أكذب من إبليس وكل من يصدقهم في أكاذيبهم أحمق برتبة عالية، هؤلاء يكذبون على الجميع ويظهرون لكل طرف أنهم معه ولا يريدون أن نكون شيئاً واحداً بل يريدون أن يبقى الحال على ما هو عليه ليتفردوا فينا واحداً تلو الآخر وليتحكموا في حركاتنا وسكناتنا وقراراتنا. وأغلب الاقتتالات التي حصلت في الساحة كان لهم اليد فيها، ولو كنا جسداً واحداً تحت شورى واحدة وقيادة علمائية واحدة على أرض الواقع لتعاملنا مع هؤلاء بندية ولحققنا مكاسب عامة دون أن نخدش بثوابتنا وقيمنا ألا يليق بأرض كأرض الشام أن يكون حالها كذلك لكن سبحان الله الأرض لا تقدس أهلها إنما أفعالهم التي ترتقي بهم إلى النصر والاستخلافأو تسقطهم في وحل الهزيمة والاستبدال ! والنفعيين من أبناء جلدتنا سواء في الداخل أو في الخارج هم متماهين مع أفعال المخابرات ويريدون أيضاً أن يبقى الواقع كذلك فالأمير الفلاني إن توسد غيره من الأكفاء ستذهب عنه المصالح الضيقة من مال و مركوب وما إلى ذلك، والذي في الخارج أيضاً سيذهب عنه المصالح الضيقة من كملك وجواز سفر وجنسية ومشاريع !

ما كنت أتخيل مجرد تخيل أنه ثمة أشخاص يسيرون على هذا الطريق ويمتهنون الكذب ! إلا الكذب : أحدهم يكذب ويظن أن بضاعته التالفة، عبارة عن كياسة وذكاء، وما نبت في قلبه هذا الباعث الفاسد، وما نطق لسانه بهذه البلية الكاسدة، إلا بسبب غياب الخوف والخشية من الله تبارك وتعالى، وتربية السوء التي تربى عليها منذ الصغر. الكذب أس الشر وصلبه، وهو شر الأخلاق وذميمها، وهو خصلة من خصل النفاق كما جاء في الحديث : «آية المنافق ثلاث منها: «إذا حدَّث كذب». وحال صاحب الكذب خطير ومآل كذبه شؤم، قال الله جل في علاه: {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} و قال النبي ﷺ : «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرَّجل يكذب ، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا».

قراءة كتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة (٢) https://t.me/atrukausr

مرسي رحمه الله تعالى قال كلاماً كفرياً متأولاً وفعل سلوكيات مخدشة متأولاً فعذرناه وكنا معه ضد السيسي. أردوغان قال أنا علماني متأولاً ودائماً ما يمارس البراغماتية القبيحة فعذرناه وكن معه ضد الانقلابيين. جماعة حماس ما تركوا قولاً كفرياً متأولين إلا وقالوه وعذرناهم ووقفنا معهم ضد أي مشروع معادي لقضايانا الإسلامية. وكل ذلك عن فقه في الموازنات وتطبيق للولاء والبراء وإعمال لضوابط التكفير وفق عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة، فأهل السنة أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق، أهل عدل وإنصاف وإعذار للمخالف، ويحملون كلام الجماعات والأفراد على أحسن وجه ما دامت قرائنهم حسنة ويتعاملون مع الجميع وفق فقه الموازنات. فلماذا البعض يريد منا أن لا نُعمل ذلك مع إخواننا في الواقع من إخوة الدرب والجهاد وهم أقرب إلينا فكرياً وعملياً ممن ذكرنا سابقاً، إخواننا الذين لم يرتكبوا أي قول كفري ! ونتمنى لهم أن لا يصلوا إلى هذه المرحلة وأن لا يسلكوا هذا المسلك. لماذا يريدون منا أن نتعامل معهم بنظرية إما معي مطلقاً أو ضدي مطلقاً وأن لا نتأول لهم وأن لا نعذرهم وأن نعمل على إسقاطهم مطلقاً ويكأنهم كفار ! والعدو الصائل محيط بنا من كل حدب وصوب ! نحن دائماً ما نقول للمخطيء أخطأت بطريقة سنية نبوية ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا لا سيما عبر الإعلام الذي يتصيد من خلاله أعدائنا هذه الأخطاء ليسقطونا جميعاً وياليت قومي يعلمون! و في نفس الوقت كما أننا نسلط الضوء على أخطاء المخطيء ينبغي أن نسلط الضوء على إيجابياته وأن نشكره عليها على العلن كما أنكرنا على العلن ! حقيقة لا يحرم ذلك إلا من ابتلي بالفجور في الخصومة ولا ينكر على من سلك هذا المسلك إلا أعمى البصيرة.

الحاضنة الشعبية [٥] https://t.me/atrukausr

‏"بعد رحيلك ‏سيفتقدُكَ من كنتَ ترعَاه بصَدقةٍ ‏أو تُوقظُه لصَلاةٍ ‏أو تُواسيه بكلمةٍ ‏أو تنصحُه سراً ‏أو تُقبلُ عليه بوجهٍ بشوشٍ ‏أنت في الدنيا عابر سَبيلٍ ‏فكُنْ ذا أثرٍ جميلٍ ‏عِشْ بقلب أبيَض ‏ونية حسنة ‏ولسان لا يَقطر إلا خيراً ! " ||🌸💜