لا تخطفوا فرحة العيد ..!
🍃 عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل أبو بكر، وعندي جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر، إنّ لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا ) متفق عليه .
قال ابن حجر: فيه تعليل الأمر بتركهما، ... أ
ي يوم سرورٍ شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في الأعراس .
🎊
فالعيد إنما هو للفرح والسرور ففيه تنطلق السجايا على فطرتها ، والعواطف والميول على حقيقتها .
🩸 فالعيد له عدة معان :
🌱 في معناه الديني : هو شكر الله على تمام العبادة لقوله تعالى ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون ) .
🌱 والعيد بمعناه النفسي : هو الفرح والسرور بعد تقييد خضعت له النفس وسكنت له الجوارح إلى انطلاق تنفتح له الشهوات من مطعم ومشرب وغيرهما مما أباحه الله .
💥
فإياك والتضييق على أهلك فيما هو في حيز المباح ..
وما تستطيعه أنت لا يعني أنه يستطيعه غيرك ولا أن تحملهم عليه
ففي الصحيحين عن عائشة ،قالت : كان النبي يصلي، وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت )
وكان النبي يصلي من الليل ما شاء الله بالساعات ومع ذلك لا يوقظ عائشة حتى إذا أراد الوتر أيقظها ..
وكما قيل الفقيه من يشدد على نفسه ويرخص للناس في غير معصية ..
💫ولابد من فقه الواقع ، ومن الأخطاء أن يقيس المرء واقع السلف على زمانه فيحمل أهله على أمور قد تكون لها ردة فعل سلبية فلكل زمان ما يناسبه ؛
وفي الترمذي عن أبي هريرة عن النبي قال : " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا ) والحديث متكلم فيه إلا أن معناه صحيح .
وبيان هذا أن في الزمن الأول كان الدين عزيز وأنصاره كثرة والبيئة مهيأة للطاعات فالترك تقصير بلا عذر .
ثم يأتي زمان يضعف الإسلام وأتباعه كذلك فيكفي منهم العشر للنجاة بخلاف الزمن الأول ..
💝
فأفرحوا أهلكم وزوجاتكم وأولادكم بالهدايا أو بنزهة حتى يعيشون فرحة العيد فالقيام على الأهل عبادة تتعبد الله بها ، ولا تخطفوا فرحتهم ولا تسلبوا أُنسهم بما قد أحله الله لهم وأباحه .
ولا يعني هذا أن يُعصى الله ولكن في المباحات مندوبة والسبل كثيرة ..
والأولاد قد تنكسر نفوسهم حينما يرون غيرهم يعيشون العيد بلون غير الذي يعيشون فيه ..
فقد رأى عمر بن عبدالعزيز ابنه يوم العيد بملابس رثة فبكى فقال الابن ما يبكيك يا أبي قال خشيت أن تخرج للأولاد وهم في كامل زينتهم وأنت في ملابسك هذه فتنكسر نفسك .
فعمر بن العزيز رضي الله عنه الزاهد والورع لحظ هذا المعنى لانه فطري لا تنفك عنه النفس .
فاجعل لأهلك أوفر الحظ والنصيب من فرحة العيد ..
ولك في رسول الله أسوة حسنة فعن عائشة رضي الله عنها: قالت رأيت النبي يسترني، وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمرُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهم، أمنًا بني أرفدة)
وقد بوب البخاري على حديث الجارية التي كانت تغني لعائشة في العيد ( باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه )
⚠️فإن عجزت عن الهدية العينية فلن تعجز عن الكلمة الحانية والجميلة تهديها لأمك لأبيك لزوجتك لولدك لمن تحبه ويحبك اصنع أجمل الكلمات وأرسلها لهم لا تكتفي بالكلمات الدارجة التي يتفق عليها الجميع ولا يشترط في المعايدة أن تكون على النسق السائد من الرسائل وأنما اجعل كلماتك تنتقش في روح من ترسلها له وتملأ عينه قبل قلبه .
تقبل الله منا ومنكم وجعلنا الله وإياكم من المقبولين ، آمين .
✍
أبوعثمان ٣٠ رمضان ١٤٤٢
https://t.me/aboothman90Show more ...