أضِئ شمعَة

‏"سنصلي في القدس" كلمات مكتوبة على مسجد الفاروق في رفح بعد أن دمره قصف الاحتلال..

"‏الحمدُ للّٰه أن هذا القَلب قَلبِي، وهذه سَجيَّتُه، دائمًا مُتَمسّكٌ بِكونه دافئ ورقيق."! ✨

نملكُ الوَقت، لكنّا نفتقدُ الصِّدق والعَزم! -قصي العسيلي.

--- رفّه عن نفسك في مُباح، رفّه عن نفسك بعيدًا عن تشجيع الكافر والفاسق، رفّه عن نفسك بلا نظرٍ للمحرّمات، رفّه عن نفسك بلا وأدٍ لعقيدة الولاء والبراء في قلبك! وأخيرًا: عندما يقول لك شخصٌ تصدّق أو صلِّ، هل ستقول له: "أنت تصرخ عليّ، لن أتصدّق لأنّك تصرخ عليّ، أو لأنّك لم تحسن في الأسلوب"؟، أكرّر: لستُ بمفتٍ هنا، وإنّما أنقل كلام العُقلاء، وكلامي موجّه للعقلاء كذلك، الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، جعلكم الله منهم، وأرانا الحقّ حقًّا، ورزقنا اتّباعه، وأرانا الباطل باطلًا، ورزقنا اجتنابه. والسَّلام.

​​قد نشرت البارحة الموجودَ في الصُّورة نقلًا عن أخي، فقامت طائفةٌ بالانتقاد في عدّة نقاط، وقد بيّنتها، ووضَّحتها جميعها في هذا المقال، فاقرأ، يا طالبَ العلم، وهذا آخر ما أقوله عن هذا الموضوع، أبرّئ به ذمِّتي، وفي ذلك ذكرى لمن ألقى السّمع:  بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم. حسنًا، لنبدأ بالنّقاط واحدة واحدة: أوّلًا: كرة القدم ملهاة الشّعوب، وأفيونها، ليست لعبة للتّرفيه، والتّسلية كما يتعلّل البعض؛ بل هي أداة لتغييب الشّعوب، وإليكم مثال على ذلك: "يُذكر أن الرّئيس الأرجنتينيّ (خورخي فيديلا) كانت بلاده تُعاني من القهر، والظّلم، والفقر، والجهل بسببه، وقد قتل، وسجن أكثر من 30 ألفًا من المعارضين له، وغضب عليه الشّعب، وقام ضدّه بثورات؛ فبحث ذاك الطّاغية عن وسيلة يكسب بها رضا الشّعب، فلم يجد أفضل من كرة القدم لتغييب شعبه؛ فقرّر استضافة بطولة كأس العالم عام 1978، وقد قام بكلّ الطّرق غير الشَّرعيّة؛ ليصير بلده بطلًا لتلك البطولة، ونجحت خطّته، ونسي الشّعب الأرجنتينيّ كلّ المشكلات السياسيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وانخرط في التّشجيع، والتّجهيز لكأس العالم، ونسيت الجماهير أنّهم تحت حكم طاغية يقتلهم، وفازت الأرجنتين بالبطولة؛ فزادت نسبة تخديرهم، وأصبحوا أُلعوبة في يد ذاك الطّاغية." ألا يُريك هذا المشهد صورةً مشابهة تحدث عندنا؟! ثانيًا: هل هي طاغوتٌ يُعبَد من دون الله؟ نعم، هي كذلك، هي طاغوت، وأداة لكلّ طاغوت. فارتكابٌ للمُنكرات، وتعطيل للفرائض، وإضاعة للصّلوات، وإهدار للأموال، والأهمّ عقيدة الولاء والبراء الغائبة؛ فاللّاعب الكافر الّذي تُشجّعه أقرب وأحبّ إلى قلبك من أخيك المُسلم الّذي يلعب ضدّه، والفاسق المسلم الّذي تُشجّعه وهو متلبّسٌ بعدّة معاصٍ، منها: الزّنا، وشرب الخمر، وكشف العورة؛ أقرب إليّ من أخي المُشجّع للفريق "المُعادي"، وقد أشتم أخي، وأطلّق زوجتي -وهذا يحدث-، وأفارق صديقي؛ لأجل هذه اللّعبة التّافهة؛ فهل أنا تافه ومجنون؟ الجواب لكم. ألا واعلموا أنّ هذي الكرة أخطر وأقوى مخدّر للأمّة، وأقوى منشئ للنّزاع بين الإخوان، وائِده بين المسلم والكافر، تنشغل بها الشّعوب عن حقوقها الأساسيّة، وقضاياها المصيريّة، وعذاباتها المستمرّة، وتجعل من لاعبيها أبطالًا وقدوات، وتُغيّب الأمّة ببطولةٍ مُزيّفة، فلا يرى المُشجّع بدًّا من أن يُوالي فيها، ويُعادي فيها؛ فالنّصر المزعوم يستحقّ! فلبئسَ ما تصنع هي! ولبئس ما تصنعون! ثالثًا: هل يحلّ للمسلم مشاهدتها لو كانت مجرّد تسلية؟ أمّا هذا، فيجيبكم عليه العلماء الرّبانيّون، فابحثوا في حرمتها بما تمتلئ به من منكرات، ومعاصٍ. على الجانب الآخر، هل يحلّ للمرأة أن تنظر للرّجل الكاشف جزءًا من عورته؟ هل يحلّ لها أن تتغزّل في اللّاعب الفلانيّ، وتنشر صورته، وتُجادل في أدائه، وأداء رفاقه من الكفّار، والفاسقين كاشفي العورات؟ لا يجوز قولًا واحدًا، وأقول أيضًا: ابحثوا في حرمته -رحمكم الله-، إلّا إذا كنتم ترضَون، فحينها استتروا كيلا يتَّهم أحد بالدّياثة. رابعًا: هل الدّين هو البُعد عن الحياة؟ أقول: بل الدّين هو البعد عن الحرام، فإن كانت حياتك الّتي تُريد مليئة بالمحرّمات؛ فبُعدًا لها من حياة! ونعم، يمنعك الدّين منها، ويُبعدك عنها، ويستبدل بها حياةً طيّبةً في طاعة الله، وعبادته، والسّعي لمرضاته، وعدم إضاعة الوقت فيما لا نفع فيه، والعمل الدّؤوب لرفع الظّلم عن نفسك، لا لفّ حبل مشنقة اللّهو واللّعب حول رقبتك! خامسًا: قد نقلت المنشور من أخي؛ رسالة لطالب العلم، وطالبته، بل ويدخل في الخطاب عامّة المسلمين، لكنّي ركّزت هنا على طلّاب العلم؛ لأنّ العلم بلا عمل لا نفع منه، وأخصّ هنا طُلّاب العلم الشّرعيّ؛ فطالب العلم الّذي يعلم بحرمة المباريات، ويرى المُنكرات الّتي تحويها، ويتابعها، ويُشجّع، ويكتب على صفحته، ويجاهر بمعصيته تلك، لا بدّ لنا معه مِن وقفة، وهذا حقّه علينا؛ ليصحو من غفلته، ويرى ما يُنتظر منه، وما تأمله فيه أمّته، فضلًا عن طالبة العلم الحييّة الّتي تراها الكثيرات إمّا قدوة يتبعنها، أو محطّ نظرٍ يتصيّدن أخطاءها؛ فلتتّقِ الله في نفسها، وفي دينها، ولا ينقص الدّين من خلالها!، وليس كلّ داخل إلى الجامعة طالب علم. سادسًا: فاعلموا أنّ الثّورة ليست شفاعة لكلّ منقصة، ولم أذكرها في حديثي هنا؛ فإن كنتُ فاعلًا لقلت: إنّ الثّورة مُحفّزٌ لكلّ ترفّع، وفضيلة، فمن عايش الثّورة، ورأى الظّلم يطاله وإخوانه، سعى لرفعه، وأبغض من أوقعه عليه، وتفكّر في حال الأسرى، والمعتقلين، والجرحى، واللّاجئين، والفقراء، والمستضعفين، لَكره لعبةً تُصرَف عليها الأموال الطّائلة الّتي تُطعِم، وتكسو، وتكفي الشّعوب كلّها وتفيض. لَكَرِه أن ينظر في وجه قاتله، ويفرح بنصره بحجّة أنّه يُشجّعه في لعبةٍ فقط! #محمد_يحيى

تَمَّ إيقاف رابط الصراحة إلى أن يشاء الله شكراً لدعواتكم! ✨

ياربّ! عَبيدُك سوايَ كثير ، وأنَا عُبَيدُك الفقير الذَّليل! تائهٌ في غياهِب الدُّنيا فرُدني ، ولا تكِلني إلى نفسي طرفَة عين."

تعرِفُني كَما لا ولَم يعرِفني أحد؛ أنا عبدُكَ الَّذي يعرِفُ نفسهُ، وتعرفهُ أكثر مِن نفسِه! فأعِنهُ على نفسِه، وتولَّهُ، واستخدِمهُ وأصلِحهُ وأصلِح بهِ واجعلهُ مِمَّن رضيتَ عنهُم ورضوا عنكَ ودامَ عليهِم رضاكَ فنالوا بهِ جنَّتك "

كان الشيخ بدر آل مرعي قال قبل كده إن مِن خَير النِعم أن يُؤتَى الإنسانُ قلبًا لا تُعطله الأحزانُ عن السّعي. مؤخرًا، اكتشفت إن دي فعلًا من خير النِعَم إلّي قد يرزق الله بها الإنسان؛ وهو إنه ميربطش سعيه بحالته النفسية، لإن بلائات هذا الزمان كثيرة، وتكاد تكون لا تنتهي، ولو الإنسان كلما حزن تعطل.. لن يقوم له في أمر دينه أو دنياه شيء. فمن الأدعية إلّي لما تأملتها، وجدت إن الإنسان لازم يلِح علىٰ الله عز وجل ويتمسك بها، هي أن يرزقه الله قلبًا لا تُعطله الأحزانُ عن السّعي.

عساه خير.. عساه كلّه خير!