cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

ابناء النور ربنا يسوع المسيح

قناة دينيه مسيحيه ارثوذكسيه تعليميه كتابيه طقسيه روحيه .

Show more
Advertising posts
2 141Subscribers
-224 hours
+37 days
+1530 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

رؤية الله عند العلامة اوريجينوس رؤية الله ونقاوة القلب +من له القلب النقي يري الله( مت٥: ٨). اما من ليس له القلب النقي، فلايري ما يراه الآخرون.اعتقد انه يلزمنا ان نفهم شيئا مثل هذا بخصوص المسيح ايضا حين نظر في الجسد. فإنه ليس كل من القي نظره عليه كان قادرا ان يراه. لقد رأوا جسمه ، لكنهم لم يقدروا ان يروه من حيث انه هو المسيح. اما التلاميذ فرأوه ونظروا عظمة لاهوته. +ظهر الله لإبراهيم وغيره من القديسين، من خلال نعمة الهية .لم تكن عين نفس ابراهيم هي السبب الوحيد.فقد سمح الله بأن يعاينه ذلك الشخص البار المستحق لرؤياه. من المحتمل وجود ملاك معنا الآن ونحن نتكلم ، لكننا غير قادرين علي رؤيته لعدم استحقاقنا. ربما تسعي العين( الجسدية) ، او العين الداخلية ، الي احراز هذه الرؤية .لكن ان لم يكشف الملاك عن ذاته لنا- نحن الذين نصبو الي رؤياه- فلن نتمكن من ذلك. لاتتعلق هذه الحقيقة فقط بمعاينة الله في الزمن الحاضر ، بل تمتد ايضا الي ذلك الحين عندما ننتقل من هذا العالم.فالله وملائكته ، لايظهرون لكل الناس بعد انتقالهم مباشرة... ولكنها ميزة يقتصر منحها علي انقياء القلب، الذين اعدوا انفسهم لمعاينة الله. فالإنسان المثقل قلبه بالخطايا،ليس في مستوي ذي القلب الطاهر . فالأخير سوف يعاين الله ،في حين يحرم الاول من ذلك. اعتقد ان هذا هو ماحدث ، عندما كان المسيح متجسدا في عالمنا .فليس كل من شاهده قد عاينه.شاهده بيلاطس وهيرودس،ولكنهما لم يعايناه كإله. جاء رجال ثلاثة الي ابراهيم في وقت الظهيرة .وجاء اثنان الي لوط في المساء( تك١٩: ١). لم يكن في استطاعة لوط احتمال عظمة ضوء الظهيرة ،بعكس ابراهيم الذي كان قادرا علي استقبال الإشراق الكامل لذلك الضوء. +السماء الاولي التي يصنعها روحية وهي عقلنا ( العقل او الروح) ، وهو جوهريا روحي. بمعني آخر ان بيتنا الذي يتطلع اليه الله ويتأمله، والسماء المادية هي تلك التي نراها بأعين الجسد.
Show all...
2
فلنستمع الي قول الرب يسوع الذي خاطب به اليهود الذين آمنوا به." فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به:" انكم ان ثبتم في كلامي... تعرفون الحق ( الله) والحق يحرركم"( يو٨: ٣١-٣٢)... يوجد فارق كبير بين المعرفة القائمة علي الايمان وبين الايمان وحده. معرفة الشركة والاتحاد مع الله +لننظر ألا تقول الكتب المقدسة ان الذين اتحدوا وصاروا واحدا مع آخرين، انهم صاروا يعرفون اولئك الذين التصقوا بهم ، وصاروا واحدا معهم... عندما قال آدم عن حواء :" هذه الآن عظم من عظمي ، ولحم من لحمي"( تك٢: ٢٣)، لم يكتب انه عرف زوجته ؛ لكنه عندما التصق بها قيل:" وعرف آدم حواء امرأته"( تك٤: ١)... من يلتصق بزانية يعرف الزانية، ومن يلتصق بزوجته يعرف امرأته، ومن يلتصق بالرب يعرف الرب( راجع١كو٦: ١٦- ١٧)... " يعلم الرب الذين هم له"(٢تي٢: ١٩). اعتقد ان الرب يعرف الذين له، لانه صار واحدا معهم... ورفعهم اليه. او كما تقول كلمات الانجيل :" صاروا في يديه" ، لان الذين آمنوا بالمخلص هم في يد الآب، فإذا لم يسقطوا ( بإرادتهم) من يد الآب، لايستطيع احد ان يخطفهم ، اذ لايقدر احد ان يخطف احدا من يدالآب( يو١٠: ٢٩).
Show all...
2👍 1
رؤية الله عند العلامة اوريجينوس معاينة الله وملائكته كتب jean Danielou : [اتفق صلسس( كلسس) Celsus مع افلاطون ، بأن رؤية الله هي في متناول الانسان ، وان كان ذلك يسلتزم جهدا عظيما ، وامتيازا للقلة. اما اوريجينوس فيرفض كلا الافتراضين.] نحن سنعاين الله الآب وجها لوجه، اذ سنكون" روحا واحدا مع الرب" . بهذا المعني فقط يعتقد اوريجينوس ان عمل الفداء والوساطة سوف يكون له نهاية. يؤكد اوريجينوس الحقائق التالية: ١- لايمكن معاينة الله او ملائكته ، الا من خلال قلب نفي. ٢-هذه المعاينة هي عطية الهية ، توهب لنا وفقا لمشيئته . فالله وملائكته متواجدون معنا، لكننا لانراهم. فالنعمة الإلهية تجعل الابرار يعاينون الله بواسطة بصيرتهم الداخلية. ٣-حتي وان عاين الانسان الله، فلن يمكنه رؤيته كما هو. +ان كنتم تصدقون ان بولس قد اختطف الي السماء الثالثة، والي الفردوس ، حيث سمع كلمات لاينطق بها ، ولا يسوغ لإنسان ان يتكلم عنها"(٢كو١٢: ٢، ٤)، فسوف تتيقنون بالتالي انكم ستتعرفون علي امور اكثر واعظم مما كشف بولس، والتي هبط بعدها من السماء الثالثة. اما انتم فلن تهبطوا، اذا ماحملتم الصليب وتبعتم يسوع. رئيس كهنتنا ، الذي اجتاز السماوات( عب٤: ١٤). ان كنتم لاترتدون عن اتباعه، فإنكم تجتازون السماوات، لا فوق الارض واسرارها فحسب، بل وفوق السماوات واسرارها ايضا. +لنلاحظ انه اذ جاء الرب الي ابراهيم، كان في صحبته ملاكان. اما بالنسبة للوط فقد اتاه ملاكان وحدهما. فماذا قالا له؟..." ارسلنا الله لنهلك هذا المكان"( تك١٩: ١٣). لقد استقبل لوط من جاءوا للإهلاك، لكنه لم يستقبل من جاء للخلاص. اما ابراهيم فقد استقبل من جاء بالخلاص، بالإضافة الي من اعتزموا الإهلاك. +" بارك الرب اسحق"، كما قال النص، " وسكن عند بئر لحي رئي- اي الرؤية( تك٢٥: ١١)، كانت تلك هي حصيلة البركة التي منحها الله لإسحق ان يسكن عند بئر " الرؤية". هذه بركة عظيمة لمن يدركها. ليت الله يمنحني هذه البركة، حتي اصير مستحقا للسكني " عند بئر الرؤية". + من لايأتي الي الكنيسة إلا فيما ندر، ومن لايستقي من ينابيع المكتوب الا نادرا، ومن يلقي عن ذهنه كل ما استمع اليه بمجرد خروجه وانشغاله في امور اخري، فهذا الانسان لايسمن عند " بئر الرؤية". هل تود مني ان اعلمك بمن لايتحول ابدا عن" بئر الرؤية"؟ انه الرسول بولس ، الذي قال:" نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف"(٢كو٣: ١٨). + ليست معاينة الله مادية، بل هي ذهنية وروحانية... لذلك فقد حرص المخلص علي استخدام الكلمة الصحيحة عندما قال:" لا احد يعرف الآب الا الابن"... ولم يقل يعاين . ومرة اخري ، فلأولئك الذين منحوا ان يعاينوا الله ، وهبهم " روح المعرفة " و" روح الحكمة"، حتي يكون لهم - بواسطة الروح ذاته- ان يعاينوا الله( اش١١: ٢). +ليس العضو الذي نعرف به الله، هو العين الجسدانية، بل العين الذهنية، اذ هي تري ماهو شبه صورة الخالق، وتكتسب بالتدبير الإلهي القدرة علي معرفته. +الله نور( اش١٩: ٦٠)، ونار آكلة( تث٤: ٢٤)؛ هو نور للابرار ، ونار للخطاة... بدون رحمة الله ومعونته لن يقدر احد ان يعاين وجهه، لان الله يظهر ذاته لذاك الذي يطلب الرحمة. علي اي الاحوال ، لم يذكر الكتاب المقدس ان احدا رأي الله( يو١: ١٨)، انما قيل ان الله يتراءي للابرار. +والآن، فحتي لو وجدنا مستحقين لمعاينة الله بذهننا وقلبنا ، فنحن لانعاينه كما هو ، بل بقدر مايصير بالنسبة لنا من قبيل عنايته بنا. +حتي لو وجدنا مستحقين لمعاينة الله... فلن نعاينه كما هو ، بل كما( يلائم) ذاته لنا. يعلق العلامة اوريجينوس علي تعبير الانجيلي:" فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور"( لو١: ١١) ، بقوله ان الانسان اذ له جسد كثيف لايقدر ان يعاين الكائنات الروحية والإلهية، ولا ان يشعر بها مالم تظهر له. كأن ظهورات الله وملائكته تتوقف علي ارادة الله ورغبته ان نري، فالله حاضر معنا، وايضا ملائكته ومع ذلك لانراهم. فمن كلماته: +ظهر الرب لإبراهيم ولأنبياء آخرين حسب نعمة الله . فليست عين ابراهيم الروحية ( الداخلية) هي علة الرؤيا للرب، انما نعمة الله هي التي وهبت له ذلك. بين المعرفة والايمان +معرفة الله لاتعني مجرد الإيمان به، بل تشير الي ماهو ابعد من ذلك.توجد مثلا الآية:" ونحن نعلم ان كل مايقوله الناموس ، فهو يكلم به الذين في الناموس"( رو٣: ١٩)... بهذا فإن الآية القائلة:" كفوا واعلموا اني انا الرب"( مز٤٦: ١٠) كتبت للذين هم في الناموس.اذن من يستطيع ان يعترض ان هذا الكلام كتب لأناس يؤمنون بالله الخالق؟ فمن الاستحالة ان يعرف( يعلم) الإنسان مالم يكف ( عن شروره) وينق عقله. لان اولئك الذين يعرفون الله يرونه بأعين نقية، استحقوا هذه النعمة لانهم قاموا بتنقية قلوبهم.وذلك كما شهد المخلص ، قائلا :" طوبي للانقياء القلب، لانهم يعاينون الله "( مت٥: ٨)... الإيمان بالله ليس هو معرفة الله.ففي استطاعة الانسان ان يؤمن بالله ولاتكون لديه في نفس الوقت اية معرفة بمن يؤمنون به.
Show all...
2👍 1
المرحلة الثالثة هي مرحلة الرؤية. معرفة الله هبة إلهية، لايمكن بلوغها بدون نعمته. حقا ان الفلسفة تسندنا، لانها تعرفنا ماهو ليس الله، وهو امر هام ، به تزول الافكار الخاطئة التي في اذهاننا والتي في اذهان الآخرين. اما ادراك الله، فلايمكن بلوغه الا بالنعمةالإلهية وحدها، فوق حدود الفكر المنطقي. هكذا يعبر بنا من الفلسفة الي الدين ، اذ يري ان طريق المعرفة الالهية هو الاتحاد مع اللوغوس المولود من الآب، اتحاد مع السيد المسيح في القداسة. فإن الله غير المعروف يصير معروفا خلال اللوغوس. من يرفض نعمة الله ويتجاهل اللوغوس يبقي الله بالنسبة له غير معروف... اذن اللوغوس هو سر المعرفة الالهية، التي ننعم بها خلال الاتحاد معه وتمتعنا بالحياة الجديدة التي لنا فيه.لهذا يقول الكتاب السادس من " المتفرقات" ان معرفتنا وفردوسنا الروحي هو مخلصنا نفسه الذي فيه نزرع بعد ان نقلنا الي السيد المسيح نفسه لكي يزرع فيه. يقتلع من جذوره القديمة ليتأصل في المسيح، بهذا يصير خليقة جديدة، يتحرر من الإنسان العتيق والأمور العتيقة ليدخل الحياة الجديدة. الإيمان والرؤية واضحة " وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لاتري"( عب١٦: ١). + لاينقص الإيمان شئ ، فهو تام وكامل في ذاته.... حيث يوجد الإيمان يوجد الوعد.وتمام الوعد هو الراحة. بجانب هذا نتلقي المعرفة خلال الاستنارة ، ونهاية المعرفة هي الراحة... هكذا اذن كما ان عدم الخبرة ينتهي بنوال الخبرة، والتيه بإيجاد مخرج واضح، هكذا يجب ان يتلاشي الظلام بالاستنارة. الظلام هو الجهل. خلاله نسقط في الخطية، ونحجب عن الحقيقة تماما. المعرفة اذن هي الاستنارة التي نتلقاها، فيختفي الجهل . انها تعطينا رؤية واضحة... سريعا ماتنحل رباطات الجهل خلال الإيمان البشري والنعمة الإلهية، وتمحي خطايانا بدواء الله الذي هو معمودية الكلمة. فنغسل من كل خطايانا، ولانعود بعد فنكون مرتبكين في الإثم. لاتعد شخصياتنا كما كانت كسابق عهدها قبل الغسل. فإن المعرفة تبرز للوجود جنبا الي جنب مع الاستنارة، ففي لحظة نسمع نحن غير المتعلمين اننا صرنا تلاميذ المسيح... فإن ارشاد الروح لقدس يؤدي الي الإيمان ، ونتعلم الإيمان مع العماد. هذا الإيمان هو الخلاص الجامع الواحد للبشرية. النمو في الإيمان وكمال المعرفة يوجد إيمان عام لجميع المؤمنين، هو إيمان البسطاء ذهنيا، هذا الإيمان هو اشبه باللبن، المعرفة غير الكاملة. لكن قليلين لايكتفون باللبن، بل يطلبون الطعام القوي ، يدخلون من ايمان الي ايمان، ومن عمق الي عمق، فيكون لهم الإيمان في حياتهم اشبه بحبة خردل تدخل بالنفس الي الحياة الجديدة، وتنمو من يوم الي يوم حتي تصير شجرة عظيمة جدا، عليها تستقر النفس في كمال المعرفة ( الغنوسية) حيث تنعم بالحياة السماوية وتتمتع بالإعلان الواضح للحياة العتيدة، وتكون لهم رؤية " الوجه للوجه" . بمعني آخر يعبر خلال الإيمان الي كمال المعرفة ، التي هي فوق الايمان. هذا هو هدف الغنوسي ان يتعرف علي الله ( الحق) ويراه وجها لوجه، اي يعبر الي كمال المعرفة من خلال الايمان، وذلك خلال خبرة الحياة النقية والتأمل الدائم. ان كنا قد عبرنا من الوثنية الي الايمان، فيليق بنا ان نعبر من الايمان الي المعرفة، لنري الله ونعرفه. هذه المعرفة هي هبة إلهية نتقبلها خلال الابن، وذلك بقبولنا اياه وتشبهنا به؛ اي خلال نقاوة القلب ، نعاين الله وندرك مايبدو للآخرين غير مدرك. بالابن ننعم بالحب ، فندرك الله الذي هو حب، لان الشبه يعرف بالشبه. فالله غير المنظور لايدركه المنظور، والروحي لايدركه المادي، والمنظم لايدركه المشوش. لذلك فإن غير المؤمن يبقي اعمي واصم في ادراكه الحق، اما الذي يدخل بالإيمان الي الحياة الطاهرة الروحية المنظمة فيعرف الحق. نختم حديثنا عن رؤية الله عند القديس اكليمنضس السكندري بقوله:[ ماذا يطلب الانسان بعد ان ينال النور الذي لايدني منه؟]
Show all...
1
التقدم في الرؤية يري القديس ايرينيئوس ان الانسان يتقدم في رؤيته لله حتي في الحياة الابدية: [حتي في العالم الآتي سيعلم الله علي الدوام، ويتعلم الإنسان دائما من الله.] وان الرؤية تختلف من شخص الي آخر، لذا قيل:" في بيت ابي منازل كثيرة".
Show all...
2
رؤية الله عند القديس إيرينيئوس يبرز القديس ايرينيئوس اهمية رؤية الله عند المؤمن بقوله:" ان مجد الله هو الإنسان الحي ، وحياة الانسان هي رؤية الله". الرؤية والنمو الروحي يقول القديس ايرينيئوس [ ان تري الله هو ان تكون في النور ، وتشاركه الوضوح .بنفس الطريقة ان تري الله هو ان تكون فيه ، وتشارك سمو الواهب الحياة. لذلك فإن الذين يرون الله يشاركونه الحياة.] [ صار الكلمة انسانا، لكي يصير الناس آلهة( اي يتمتعون بالحياة الجديدة المقامة مع المسيح ، والفضائل كهبات إلهية)،] رؤية الله وعمل الثالوث فينا مثل القديس ثيئوفيلس يربط القديس ايرينيئوس بين الفكر الاخروي والنمو الروحي .يتمتع المؤمن بالرؤية الالهية خلال" رفعه الي حياة الله" ، اي خلال عمل الثالوث القدوس في حياة المؤمن ، وذلك باتحاده مع الآب خلال تجسد الابن وقبول الروح القدس فيه. ان كان الآب لايراه احد ولايقدر ان يعرفه، فقد تجسد الكلمة الإلهية او الابن الوحيد الجنس لكي يخبرنا عنه ويحملنا اليه فنراه.قيل :" الله لم يره احد قط ، الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر"( يو١: ١٨). كما يقول:" ليس احد يعرف الابن الا الآب، ولا احد يعرف الآب الا الابن، ومن اراد الابن ان يعلن له"( مت١١: ٢٧؛ لو١٠: ٢٢). هذا وقد ارسل الابن روحه القدوس لكي يهبنا العضوية في جسد الابن ، ويجدد طبيعتنا، فنصير ايقونة روحية للابن، بهذا نتمتع برؤية الله، الثالوث القدوس. أ.عمل الآب فيه: يقول القديس ايرينيئوس ان الآب هو طبيعة الابن غير المنظورة، والابن هو طبيعة الآب المنظورة. فإذا اعلن الابن عن نفسه قدم معرفة عن الآب. ب.اعلن الابن عن نفسه عندما صار انسانا. ج.بدون عمل الروح القدس يبقي الانسان جسدانيا او حيوانيا.لايحمل صورة الله في جسده ، ولايتقبل الشبه لله خلال الروح.بمعني آخر يهيئ الروح القدس المؤمن للتشبه بابن الله، فيحضره الابن للآب، ويمنحه الآب عدم الفساد الذي للحياة الابدية ، اي في الجسد الروحاني، فيدخل الي رؤية الله. انواع الرؤية يميز القديس ايرينيئوس بين ثلاثة انواع من الرؤية ، وان كان كل منها مشتمل في الآخر. ١.الرؤية النبوية خلال الروح القدس. كالرؤية التي تقبلها موسي النبي علي الصخرة، اشارة الي رؤيته خلال التجسد( صخرة مجيئه البشري) . وهي رؤية رمزية ، لايري وجه الله الحقيقي، بل يظهر له بطريقة سرائرية ، حيث يبدأ الانسان يري الله . لقد طلب موسي التبي رؤية اوضح واكمل ، تحققت له حين ظهر مع ايليا علي جبل تابور. ٢.رؤية التبني خلال الابن المتجسد. ٣.رؤية الله في ملكوت السماوات وجها لوجه في الحياة الاخري ، او الرؤية الاسخاتولوجية. في صورة واضحة ورائعة تكشف العبارات التالية نظرة القديس ايرينيئوس لرؤية الله: +النبوة هي تنبؤ عن امور مقبلة، اي طرح هذه الامور مقدما ، وهي ان الله سيراه البشر، كقول الرب ايضا:" طوبي للانقياء القلب، لانهم يعاينون الله"( مت٥: ٨). لكن بالنسبة لعظمته ومجده العجيب " لايري انسان الله ويعيش"( خر٣٣: ٢٠). لان الآب لايمكن ادراكه، اما من جهة حبه وحنوه وسلطانه غير المحدود ، فإنه حتي هذه ايضا توهب للذين يحبونه، اي ان يروا الله، الامر الذي تنبأ عنه ايضا الانبياء. لايري الانسان الله بقدراته، وانما عندما يشاء الله وكما يشاء. فإن الله صاحب سلطان في كل الاشياء. نظر في ذلك الحين بالحق نبويا بالروح، ويري بالتبني بالابن، وسيري من جهة الآب في ملكوت السماوات. بالحق يهيئ الروح الانسان في ابن الله، والابن يقوده للآب. بينما الآب ايضا يمنحه عدم الفساد للحياة الابدية، الامر الذي يتمتع به كل احد من جهة حقيقة رؤيته لله. كما ان الذين ينظرون النور يكونون هم انفسهم داخل النور، ويشتركون في بهائه، هكذا ايضا الذين يرون الله يكونون في الله ، ويتقبلون ضياءه. لكن ضياءه يهبهم الحيوية والنشاط ، لذلك فإن الذين يرون الله يتقبلون الحياة. لهذا السبب فإن ذاك الذي فوق الادراك، وبلا حدود، وغير المنظور يجعل نفسه منظورا ومدركا، وذلك في حدود قدرة الذين يقبلونه، فيحيي الذين يقبلونه ويرونه بالإيمان... سوف يري البشر الله لكي يحيوا، اذ يصيرون خالدين بهذه الرؤية ، ويبلغون حتي الي الله، وذلك كما سبق فقلت، قد اعلن رمزيا بواسطة الانبياء، ان الله حتما سيري بواسطة الناس الذين يحملون روحه فيهم، وينتظرون مجيئه بصبر. رؤية الله عطية الروح للمؤمنين اذا كان المؤمن بنواله وعد الروح يصرخ الآن:" ياأبا ، الآب"، ماذا يكون حاله عندما يراه وجها لوجه، عندما تأتي كل الاعضاء معا في حشد عظيم ، ويرنمون تسبحة الغلبة تكريما لذاك الذي اقامهم من الموت، ووهبهم الحياة الابدية؟! رؤية الله هي اعلان يتحقق بإرادة الله. لايمكن التعرف علي الله بالطبيعة، انما يتحقق ذلك ان اراد ان يجعل نفسه معروفا، وذلك من قبيل حبه وتنازله. لايقدر الانسان ان يري الله، لكن اذ يريد الله ان يراه المختارون من البشر، يتحقق ذلك عندما يشاء وكما يشاء هو. بالطبيعة لايدني من الله، وانما بالنعمة يعلن عن ذاته.
Show all...
2
رؤية الله عند الاب ثيؤفيلس الانطاكي كتابات القرنين الاول والثاني حملت الكنيسة الاولي ذكريات ملموسة لشخص السيد المسيح عاشها مع التلاميذ فقد رأوا الرب وسمعوا صوته ولمسوا قوته. وبحلول الروح القدس عليهم انكشف لهم الكثير من اسراره التي لم يكونوا يدركونها اثناء وكود الرب بالجسد معهم. هذه الذكريات التي تحولت الي" حباة حاضرة" ، يمارسها التلاميذ ويسلمونها" خبرة حية" في حياة تلاميذهم، ألهبت قلب الكنيسة كلها نحو السيد المسيح ، مشتاقة ان تري عريسها آتيا علي السحاب ، يلتقي بها وتلتقي هي معه. هذا ما اتسمت به كنيسة المسيح ، حتي يدعوها اللاهوتيون " الكنيسة الاخروية" او الإسخاتولوجية، لها صبغة سماوية ، تحمل سمة الحياة الاخري، تتوقع بين الحبن والآخر انطلاقها مع عريسها الي الابد، انها لاتكف عن الترنم باستمرار :" نعم، تعال ايها الرب يسوع". انها تنتظره ، تريد ان تراه كما هو ، وتبقي معه الي الابد، تشاركه مجده! هذا هو لحن الكنيسة الاولي ، في عبادتها وليتورجياتها وتسابيحها وفي اكثر كتابات القرنين الاول والثاني. اننا نتوقع من الآباء الاولين ان يسجلوا لنا فكر الكنيسة الاخروي، يطلبون معاينة الله، لا في هذا العالم ، بل في الحياة الاخري، رؤية كاملة مطوبة ينعم بها المختارون. الاب ثيؤفيلس الانطاكي في المنتصف الثاني من القرن الثاني بعث الاب الي صديقه الوثني اوتوليكتسAutolyctus ثلاثة كتب يدافع فيها عن المسيحية ، وقد سجل لنا في الفصول السبعة الاولي من الكتاب الاول عن امكانية رؤية الله ، اذ سأله صديقه : ارني الله؟ لقد حدثه عن الإعلان الأخروي حيث يستطيع الانسان ان يري الله الذي له وحده عدم الموت، اذ يحمل الانسان عدم الفساد في جسده كما في نفسه. هذه الرؤية الاخروية يلزم التمهيد لها برؤية ايمانية ينعم بها الانسان في هذه الحياة الحاضرة حين يحمل نقاوة داخلية ، خلالها يري ببصيرته الداخلية الامور التي لاتري. [ان قلت: " ارني الهك"، اجيبك:" ارني انت ذاتك، وانا اريك الهي". اعطني البرهان علي ان عيني نفسك تستطيعان ان تنظرا، واذني قلبك ان تسمعا. فكما ان الذين يتطلعون بعيني الجسم يدركون الاشياء الارضية، ومايخص هذه الحياة ، ويميزون في ذات الوقت بين الاشياء المختلفة؛ بين النور والظلمة؛ بين الابيض والاسود؛ المشوه والجميل؛ الامور المتناسقة حسنا والمتماثلة وتلك غير المنسجمة معا والبشعة؛ او الاشياء الرهيبة والمبتورة، هكذا بنفس الطريقة ايضا فبحاسة السمع نميز ماهي الاصوات الحادة العنيفة والاصوات الرقيقة. الامر ذاته بالنسبة لعيني النفس واذنيها ، فبها نري الله. فإن الله ينظره القادرون علي رؤيته، الذين لهم عيون انفسهم مفتوحة. فالكل لهم اعين، لكن البعض اعينهم معتمة ( عليها سحابة) ، فلا تنظر نور الشمس. لكن هذا لايعني ان نور الشمس غير مشرق ، لان العميان لايرونه. يا إنسان ، ان عيني نفسك قد انطمستا بخطاياك وشرورك. هكذا يليق بالانسان ان تكون نفسه نقية كمرآة مصقولة. فمتي وجد صدأ علي المرآة، لايمكن رؤية وجه انسان في المرآة. هكذا متي وجدت الخطية في الانسان لايقدر ان يري الله. ارني نفسك انك لست زانيا ولا فاسقا، ولاتفسد الاولاد، وانك لست متغطرسا ولا مفتريا ولا شهوانيا او حاسدا ولا متكبرا او متشامخا. وانك لست محبا للشجار ولا طماعا ولا عاصيا لوالديك، وانك لاتبيع اطفالك، فإن الله لايعلن عن نفسه لمن يفعلون هذه الامور مالم يتطهروا اولا من كل دنس. كل هذه الاشياء تدخل بك الي الظلمة ، ذلك كما تصاب عينان بغشاوة تمنع رؤية نور الشمس، هكذا تفعل الشرور ياانسان، فتدخل بك في ظلمة ولاتري الله.] ماذا يري الانسان خلال" الرؤية الايمانية الحاضرة" ؟ انه لايري تأملات عقلية ، ولايتوقع رؤي منظورة. لكنه- في رأي الاب ثيؤفيلس - يري الله خلال اعمال محبته وعنايته وتدبيره للخليقة كلها، بل للإنسان ذاته. بمعني آخر، لايلتقي المؤمن مع الله ليتعرف علي جوهر الله، ولا ليشبع فكره بلاهوتيات نظرية وفلسفية ، انما يلتقي معه لقاء شخصيا، حيث يدخل في" خبرة شخصية مع الثالوث القدوس". [تقولي لي: يامن تري الله، هل تظهر لي ماهي هيئة الله؟ اسمع ياإنسان . هيئة الله لاينطق بها، ولايمكن شرحها، اذ لاتراها الأعين الجسدية. انه في المجد غير مدرك ، وفي العظمة لايسبر غوره، وفي العلو لايدرك ، وفي القوة لايقارن ، وفي الحكمة منقطع النظير، وفي الصلاح لايضاهي ، وفي الحنو لاينطق به. عندما اقول عنه انه" نور" ، انعت عمله؛ ان دعوته" الكلمة" ، ادعو سلطانه؛ ان دعوته" عقلا" ، اتحدث عن حكمته؛ ان قلت انه" روح"، اتحدث عن نسمته... ان دعوته" العناية" ، اشير الي صلاحه؛ ان دعوته" الملكوت"، اشير الي مجده؛ ان دعوته" الرب"، اشير اليه كديان؛ ان دعوته" الديان" ، اشير اليه كعادل؛ ان دعوته" اب" ، اتحدث عنه كمصدر كل شئ؛ ان دعوته" نارا" ، اشير الي غضبه...] كأنه يقول اني ادعوه كل شئ ، اذ اختبره في عمله وسلطانه وحكمته ونسمته وصلاحه ومجده ودينونته وعدله وابوته وتأديباته الخ.
Show all...
1
اعرفه معرفة حقيقية بالتعامل معه، او بالاحري بتعامله معي! عاد الأب ثيؤفيلس يؤكد في الفصل الخامس ان الله وهو غير المنظور يري من خلال اعماله المنظورة، معطينا امثلة علي ذلك . فقائد المركب الذي وان كنا لانراه نتعرف عليه من حركات السفينة وإبحارها، والملك وان لم نره، لكننا نعرفه من حاشيته واعماله المدنية والحربية، والنفس البشرية غير المنظورة نراها خلال عملها المحيي للجسد ، اذ يقول: [كما ان النفس التي في الانسان، وهي غير منظورة، تدرك خلال حركات الجسد التي تحييه، هكذا الله غير المنظور بالأعين البشرية يمكن رؤيته خلال عنايته ومن اعماله.] اخيرا ، يقدم لصديقه العلاج ، ان يتقدم لله" الطبيب" الذي يستطيع ان يشفي عيني نفسه. لعله يقصد بذلك " المعمودية" حيث ينعم بالاستنارة الداخلية، يطلب منه التقدم بإيمان لله حتي يقدر ان يبلغ كمال الرؤية الاخروية بعد نهاية الازمنة. [ان اردت تقدر ان تشفي! سلم نفسك بيدي الطبيب بثقة، فيزيل غشاوة عيني نفسك وقلبك. من هو الطبيب؟ انه الله، الذي يشفي ويحيي بكلمته وحكمته... عندما تخلع عنك الفاسد وتلبس عدم الفساد ، تري الله بحق . فإن الله يقيم جسدك في عدم موت مع نفسك، واذ تصير غير قابل للموت ، تري " الواحد الذي له عدم الموت"، ان كنت تؤمن به الآن.] نري في الابدية ذاك" الواحد الذي له عدم الموت"(١تي٦: ١٦)، وذلك بصيرورتنا غير مائتين لا بالطبيعة كالله، لكن كهبة وعطية الهية.
Show all...
1
بينما يؤكد الكتاب المقدس بعهديه عدم امكانية الإنسان لرؤية الجوهر الإلهي، تمتع اشعياء النبي بالحضرة الإلهية( اش٦٣: ٩)، وصارع يعقوب مع الله( تك٣٢: ٢٤- ٣٠)، وتحدث معه موسي وجها لوجه، فأضاء وجهه من بهاء مجد الله( خر٣٣: ١١؛ تث٣٤: ١٠). ويطلب المرتل من الله ان يشرق بنور وجهه عليه( مز٤: ٦؛ ٣١: ١٦ الخ)، وفي العهد الجديد( رو١: ١٩- ٢٠؛ ١كو٢: ٨-٣؛ ١٣: ١٢؛ ١يو٣: ١-٢). الكلمة الحقيقي ورؤية الآب الكلمة الحقيقي والابن الوحيد الجنس وحده يري الآب، ورؤية الواحد معه في ذات الجوهر. لايضارعه في هذا كائن ما علي الارض او في السماء. ليس من مجال للمقارنةبينه وبين ابراهيم اب الآباء او موسي مستلم الشريعة او غيره من الانبياء ، ولا وجه للمقارنة بينه وبين اي طغمة سماوية. موسي العظيم في الانبياء رأي شبه الله( عد١٢: ٨)، لكنه لم يستطع ان يري وجهه( خر٣٣: ٢٠). انه الابن الوحيد الحقيقي القائم بذاته في حضن الآب، اي في اعماقه، الغير منفصل قط عنه، موضع سروره، قادر ان يعلن عنه ويكشف عن اسراره الإلهية وخطته الفائقة. هكذا نلنا في المسيح يسوع اعلان واضح عن الآب الذي لم يره احد قط. هذه هي النعمة، وهذا هو الحق الإلهي الذي صار لنا في المسيح، وهي" المعرفة". الله روح، فلايقدر الجسد علي معاينته، لذا تجسد الابن ليهبنا الميلاد الجديد الروحي، فنري ذاك الذي لايري( عب١١: ٢٧)، ونحيا به. هو وحده يفتح الختوم ( رؤ٥: ٩) لنتعرف علي اسرار الله.
Show all...
👍 1 1
رجاؤنا في رؤية الله بين التأمل والمعرفة والرؤية ليس من موضوع يشغل اذهان اولاد الله الذين التهبت قلوبهم بالحب الإلهي مثل التمتع برؤية الله. فقد بدأ موسي في العهد القديم خدمته برؤية الله خلال العليقة الملتهبة نارا ، كما كان يري الله عمليا خلال معاملاته معه كل يوم في حياته الشخصية، وفي خدمته وسط الشعب. تمتع بالمجد الإلهي الذي اشرق علي وجهه ، فصار مضيئا. لم يحتمل الشعب ان ينظر اليه، فطلب منه ان يضع برقعا علي وجهه حين يتحدث معهم، وينزعه حين يدخل الخيمة، ويلتقي مع الله. تمتع موسي باللقاء مع الله علي جبل سيناء، ومع هذا كانت طلبته الاخيرة :" ارني مجدك"( خر٣٣: ١٨). هذه الطلبة التي تحققت له بصورة رائعة بعد حوالي ألفين عاما، حين ظهر مع إيليا ليعاينا السيد المسيح المتجلي علي جبل تابور، ويتحدثان معه. هكذا لن يتوقف عطش المؤمن الحقيقي الي رؤية الله بكل وسيلة ، ليتمتع باللقاء مع محبوبه السماوي وجها لوجه. هذه الرؤية لن تحدث في الحياة العتيدة وحدها، وانما كما سبق فرأينا في كتاب" المسيحي والعبور الي السماء" هي امتداد لحياة معاشة يختبرها المؤمن كل يوم. شهوة قلب كل مؤمن وكل لاهوتي حقيقي ان يكون من حق المختارين ان يتمتعوا برؤية الله في الحياة الابدية. هذا مايعلنه القديس يوحنا الرسول:" لاننا سنراه كما هو "(١يو٣: ٢). غير انه في ذات الرسالة يقول:" الله لم ينظره احد"( ١يو٤: ١٢). ويؤكد الرسول بولس:" ساكنا في نور لايدني منه، الذي لم يره احد من الناس، ولايقدر ان يراه"( ١تي٦: ١٦). هذا يثير اسئلة كثيرة منها: ١.هل هذه الرؤية محفوظة فقط للحياة الابدية؟ ام يمكن ان تبدأ هنا في خبرة داخلية في اعماق النفس؟ ٢.هل رؤية السمائيين لله هي رؤية لجوهره؟ ٣.هل يتمتع المؤمنون في السماء برؤية الجوهر الإلهي؟ لقد كتب القديس يوحنا الذهبي الفم مقالا بعنوان:" طبيعة الله غير المدركة".يظهر فيه استحالة رؤية الله في جوهره كما هو. اكدت مجامع القسطنطينية في القرن الرابع عشر(١٣٤١، ١٣٥١، ١٣٦٨م) ان الله لايمكن الدنو منه من جهة الجوهر، فهو ليس موضوع معرفة الملائكة او القديسين او موضوع رؤيتهم، انما يري هذا الحوهر الإلهي خلال طاقاته الإلهية غير المخلوقة. وقد افاض الاب غريغوريوس بالاماس في الحديث عن هذه النظرية. تساءل الاب يوحنا الإكويني: هل يمكن للخلائق العاقلة ان تري الله في الجوهر؟ بدأ اجابته بالاعتراض، مقتبسا نصين، احدهما للقديس يوحنا الذهبي الفم حيث يقول فيه انه لايقدر احدان يري الله. لايراه الملائكة ولا كل الطغمات السمائية، ولا الانبياء؛ لانه كيف يمكن للطبيعة المخلوقة ان تري الطبيعة غير المخلوقة؟ والنص الثاني الذي اعتمد عليه الاب توما الإكويني مقتبس من ديوناسيوس الاريوباغي:[ لايمكن ان يعرف بواسطة الحواس، ولا في صورة ، ولابواسطة فكره، ولا بالفعل، ولا بالمعرفة.] يري الأب توما الأكويني ان الكلمات السابقة تعني عدم ادراك جوهر الله، وليس عدم رؤية او معرفة الطبيعة الخاصة بجوهر الله، فالخليقة المطوبة يمكنها ان تري جوهر الله، لكنها لاتقدر ان تفهمه او تدركه. اهتم الدارس الجزويتيGabriel Vasquez في القرن السادس عشر (١٥٥١-١٦٠٤م) بدراسة " رؤية الله"، فأظهر ان مايقصده القديس يوحنا الذهبي الفم لايعني رؤية الله، بل التعرف عليه في جوهره المطلق، اي ادراكه كما هو بطريقة واضحة وكاملة وبديهية. رأي هذا الدارس انه يمكن للخليقة العاقلة ان تعرف الله كما هو، وان الآباء يوحنا الذهبي الفم وباسيليوس الكبير وغريغوريوس النيسي وكيرلس الكبير وثيؤدريت ويوحنا الدمشقي وغيرهم مخطئون، وكذلك آباء الغرب امبروسيوس وجيروم وبريماسيوس وايسيذور اسقفSeville. استخدم الدارس الجزويتي الأبDeigo Ruiz Montoya نفس النصوص التي استخدمها Vasquez ، لكنه رفض الاتهام الموجه ضد الآباء ، قائلا بأن الآباء يرفضون ان الخليقة تفهم الله بالفهم الخاص بالله وحده. يريVasquez ان الخليقة العاقلة قادرة علي التعرف علي الله كما هو ، بينما يريRuiz ان العلم الإلهي وحده له فهم الله كما هو. هنا التمييز بين المعرفة والفهم دقيق للغاية. يريRuizان الله وحده له الفهم الكامل لجوهره المطلق، وان الخليقة العاقلة تتمتع بالرؤية الطوباوية دون ان تدرك الله في جوهره المطلق، خلالها ننعم بالجوهر الإلهي، لكنها لاتعطينا نفس فهم الله في كماله واعماقه وكليته. عدم امكانية رؤية الجوهر الإلهي قيل انه لايقدر احد ان يري الله ويعيش( خر٣٣: ٢٠-٢٣؛ قض٦: ٢٢؛ ١٣ : ٢٢؛ اش٦: ٥؛ ١مل ٩: ١٣). قيل عن الله انه يسكن في ظلمة( مز١٨: ١١) ، والكلمة العبرية تعني " سرا" ؛ وانه يسكن في السحاب( مز٩٧: ٢)، حيث يعبر السحاب عن طبيعة الله غير المدركة. وقد اكد العهد الجديد نفس الفكرة (١تي٦: ١٦؛ ١يو ٤: ١٢؛ يو١: ١٨؛ ٦: ٤٦؛ مت١١: ٢٧؛ لو١٠: ٢٢). امكانية رؤية الله
Show all...
1